واصلت القوات الكردية تقدمها في مواجهة تنظيم "داعش" في مناطق سنجار، فيما تشتد المعارك في بيجي وتلعفر، كما وصلت إمدادات من العاصمة بغداد لحسم المعركة في بيجي، وأفادت آخر التطورات الميدانية بتقدم المقاتلين المتطرفين في محافظة الأنبار، مع استمرار المعارك على عدة جبهات، لاسيما سنجار وبيجي وسط غارات جوية تنفذها طائرات التحالف على مواقع المتطرفين. وأعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 36 شخصاً، أغلبيتهم من مسلحي داعش، والعثور على ثلاث جثث في عمليات عنف متفرقة في بعقوبة، وقتلت القوات الأمنية 17 مسلحاً من داعش خلال عملية أمنية نفذتها على قرى الجزيرة التابعة لقضاء المقدادية، كما اشتبكت البيشمركة مع مسلحي داعش في القرى الشمالية لناحية السعدية شرق بعقوبة ما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر التنظيم، فيما قتل سبعة مدنيين وأصيب خمسة جراء سقوط خمس قذائف هاون، فجر أمس، على حي العسكري وحي بلور وحي المهندسين وسط قضاء المقدادية، كما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب خمسة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة وسط بعقوبة، وما زال مطار تلعفر تحت سيطرة "داعش" بعد محاولة إنزال غير موفقة للقوات العراقية بحسب شهود عيان. معركة سنجار وواصلت قوات البيشمركة نجاحها في معركة سنجار ولكنها لم تحسمها بعد، حيث سيطرت على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الجبل لتفتح الحصار عن العائلات الإيزيدية القابعة هناك منذ أشهر، فيما ظل عناصر التنظيم محاصرين في طريق البلدة وأحيائها من قبل البيشمركة مع اشتباكات متقطعة لحسم المعركة. وأعلنت مصادر كردية أن معركة سنجار ستحسم قريباً مع تواصل طائرات التحالف استهداف تجمعاتهم، وأن فرقاً هندسية ستزيل الألغام والمتفجرات من الأحياء بعد الانتهاء من المعركة، كما أضافت المصادر ذاتها أن المعركة القادمة ستنطلق قريباً باتجاه سهل نينوى ذي الغالبية المسيحية والذي يبعد 15 كلم عن الموصل. وفي تلعفر التي تبعد عن الموصل 70 كلم، تواصلت الاشتباكات بين قوات البيشمركة والتنظيم في منطقة معمل الإسمنت على بعد 10 كلم من سنجار، وما زال مطار تلعفر تحت سيطرة "داعش" بعد محاولة إنزال غير موفقة للقوات العراقية بحسب شهود عيان، فيما تواصل قوات البيشمركة وطائرات التحالف قصف تجمعاتهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. أما بيجي التي تضاربت الأنباء فيها حول عودة المتطرفين إليها، فأكد محافظ صلاح الدين وقائد القوات العسكرية أن اختراق المتطرفين لأجزاء من قضاء بيجي غرباً وأجزاء أخرى مفتوحة باتجاه المركز كان بسبب المناطق المفتوحة باتجاه الفتحة والصينية، وأن القوات المشتركة والعشائر لن تفرط ببيجي بعد استعادتها. المسؤولان أضافا أن القوات وصلتها إمدادات عسكرية لحسم المعارك في القضاء والمناطق الواقعة خلف المصفاة خلال يومين، وبانتظار الدعم الجوي من طائرات التحالف والطيران العراقي لضرب المتطرفين وإمداداتهم القادمة من الشرقاط. نسف ونهب من جهتة ثانية، أفاد شهود عيان أمس أن عناصر من داعش قامت بنسف مضيف لشيخ عشيرة بارز في أحد الأقضية غرب مدينة كركوك. وأبلغ الشهود وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. ا ) أن "عناصر في تنظيم داعش نسفوا أمس، مضيف الشيخ خلف عيسى الترك الجبوري شيخ عشيرة العكلي إحدى عشائر قبيلة الجبور في قرية الحلوات في ناحية الزاب غرب كركوك بسبب تعاونه مع القوات الأمنية العراقية ". وأوضح الشهود "أن عناصر داعش قاموا بنهب ممتلكات المنزل ثم قاموا بنسفه ". من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية بمناطق جنوب وغرب كركوك أن تنظيم داعش وجه عناصره بإيقاف عمل شبكات وخطوط الانترنت المجهزة للأحياء والقرى التابعة لقضاء الحويجة ونواحي الزاب والعباسي والرشاد والملتقى والرياض وحتى إشعار آخر . سبي وانتحار ويدفع قيام تنظيم "داعش" بسبي النساء والفتيات الايزيديات بضحاياه الى الانتحار او الاقدام على محاولة ذلك، بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر امس الثلاثاء. وارتكب التنظيم انتهاكات واسعة لحقوق الانسان في مناطق سيطرته، شملت اعمال قتل جماعي لخصومه وذبح وخطف. وتعرض ابناء الأقلية الايزيدية لعملية "إبادة"، بحسب الأمم المتحدة، على يد عناصر التنظيم الذي سيطر على مناطق تواجدهم بشمال العراق، شملت قتل المئات واتخاذ "سبايا". وقالت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو دوناتيلا روفيرا في التقرير: إن "العديد من اللواتي وقعن ضحية عمليات استعباد جنسية، يبلغن من العمر 14 عاماً أو 15، وحتى أقل من ذلك". وأفاد تقرير المنظمة أن شابة اسمها جيلان وتبلغ من العمر 19 عاماً، أقدمت على الانتحار خوفاً من تعرضها للاغتصاب، بحسب شقيقها. وأكدت إحدى الإيزيديات التي خطفت على يد التنظيم المتطرف، وتمكنت لاحقاً من الهرب، حصول هذا الأمر. وقالت: "ذات يوم، قدمت إلينا ملابس تشبه أزياء الرقص، وطلب منا الاستحمام وارتداء هذه الملابس. جيلان أقدمت على الانتحار في الحمام". وأوضحت أن الشابة "أقدمت على قطع معصمها وشنقت نفسها. كانت جميلة جداً. أعتقد أنها كانت تدرك أنها ستنتقل إلى مكان آخر برفقة رجل، ولهذا السبب أقدمت على قتل نفسها". وأبلغت رهينة أخرى المنظمة أنها حاولت الانتحار مع شقيقتها هرباً من الزواج القسري. وقالت وفا (27 عاماً): "لفت كل منا عنقها بوشاح وربطناهما معا، وقامت كل منا بالابتعاد عن الأخرى بأقوى ما يمكن، إلى أن فقدت الوعي". أضافت: "بقيت أياما غير قادرة على الكلام بعد ذلك". وأوردت المنظمة روايات لضحايا أخريات، منهن رندة (16 عاما) التي خطفت وأفراد عائلتها، واغتصبها رجل يكبرها بضعف عمرها، مرتين. وقالت الفتاة: "ما قاموا به بحقي وحق عائلتي مؤلم جداً". وأشارت المنظمة الحقوقية أن غالبية الذين اتخذوا النساء والفتيات "سبايا" كانوا من مقاتلي التنظيم، إلا أن بعض المؤيدين له قاموا بذلك أيضاً. وأشارت روفيرا إلى أن "الحصيلة الجسدية والنفسية لأعمال العنف الجنسية المروعة التي مرت بها تلك النسوة، كارثية". وأضاف: "العديد منهن عذبن وعوملن كالرقيق. حتى اللواتي تمكنّ من الهرب، لا زلن يعانين من آثار صدمة نفسية عميقة".
مشاركة :