لافروف يأمل في «اتفاق قريب» مع أنقرة حول إدلب

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمل في توصل موسكو وأنقرة إلى «اتفاق قريب» لتسوية الوضع في إدلب شمالي سوريا. وأشار إلى محادثات متواصلة مع أنقرة في هذا الخصوص.وفي أول إقرار روسي علني بوجود خلافات مع تركيا حول آليات التعامل مع الوضع في إدلب، قال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل، إن روسيا وتركيا «ستعقدان جولة محادثات جديدة حول الأزمة السورية في غضون أيام»، معرباً عن أمل روسي في أن يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاقيات حول الوضع في إدلب. وأوضح، أن الاتصالات الجارية بين روسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانة، وخصوصاً على المستوى العسكري «تركز على تنفيذ الأهداف التي تم الاتفاق عليها عندما تم إنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب»، مضيفاً أن «المهمة الأساسية في المرحلة الراهنة تتمثل في ضرورة إجراء عملية فرز كامل تفضي إلى ابتعاد فصائل المعارضة، التي تبدي استعدادها للانخراط في العملية السياسية، عن مسلحي (جبهة النصرة)، الذين يتواجدون بكثرة في إدلب، ويحاولون فرض سيطرتهم على هذه المنطقة»، مضيفاً أن هذه الفصائل ستكون قادرة وفقاً للاتفاقيات الثلاثية على القيام بمهام «تسيير شؤون الأهالي المحليين» في حال تم الالتزام بالانفصال عن «النصرة».وكان لافروف زار أنقرة الأسبوع الماضي في مسعى لتسوية هذا الملف، كما أجرى وزيرا الدفاع الروسي والتركي محادثات بعد ذلك ركزت على الملف ذاته، وهدفت إلى تقريب وجهات النظر حول آليات التعامل مع الوضع في إدلب. وطلبت أنقرة في وقت سابق منحها مهلة إضافية لإنجاز عملية «عزل النصرة»، وهو أمر تحفظت عليه موسكو وأعلنت أن «من حق دمشق القيام بعمليات عسكرية ضد الإرهابيين الذين يواصلون شن هجمات تنطلق من إدلب».على صعيد آخر، أعرب لافروف، عن تطلع موسكو لأن يحسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش موقفه حيال مسألة ضرورة مشاركة المنظمات الدولية في عمليات إعادة أعمار سوريا التي تدعو إليها موسكو بالتزامن مع دعوتها لدفع ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. ودعا لافروف غوتيريش إلى «التعامل مع دعوات صدرت لمنع مشاركة الأمم المتحدة في برامج إعادة الأعمار»، مشيراً إلى أن «الإدارة السياسية في الأمانة العامة للأمم المتحدة أصدرت وعممت في كل منظومة الأمم المتحدة، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، توجيهاً سرياً يحظر على المنظمات التي تنتمي للمؤسسة الأممية المشاركة في أي مشاريع لإعادة تأهيل الاقتصاد السوري. وأن يقتصر نشاطها في تقديم المساعدات الإنسانية فقط». وأضاف لافروف «لقد سألت الأمين العام للأمم المتحدة لماذا هذه الموضوعات توجه داخلياً وبشكل سري، ولماذا لم يتم إعلام مجلس الأمن بها؛ كونه يتعامل بشكل مباشر مع التسوية السورية، ولماذا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات من دون تحليل موضوعي مفتوح للحالة على الأرض؟»، وزاد أن «أنطونيو غوتيريش وعد بأن يتعامل مع هذا الموضوع. وآمل أن يجد حلاً له».وكانت الخارجية الروسية أقامت بالتعاون مع وزارة الدفاع مركزاً لتهيئة الظروف لإعادة اللاجئين السوريين، وأعلنت في وقت سابق، أنه وفقاً للمعلومات الواردة عن الأمم المتحدة، يوجد حالياً 11 مليون سوري من النازحين قسراً، منهم ستة ملايين نازحين داخلياً. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن المعلومات بشأن مبادرة روسيا لحل مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم تنقل عبر القنوات الدبلوماسية إلى مكاتب الأمم المتحدة المتخصصة، بالإضافة إلى السفارات الروسية التي يوجد بها حالياً أكبر عدد من اللاجئين السوريين في 36 بلداً.في غضون ذلك، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين، ناقش مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مشكلة مساعدة اللاجئين من سوريا خلال لقائهما السبت «من دون أن يتطرق الطرفان إلى تقديم مساعدات مالية من جانب ألمانيا لتسوية هذا الملف».وأوضح بيسكوف، أمس، خلال رده على سؤال صحافيين عما إذا تم التطرق خلال المحادثات الروسية الألمانية إلى موضوع الدعم المالي الذي تدعو إليه روسيا لتسهيل عودة اللاجئين أن هذا الموضوع «لم يطرح بشكل مباشر»، وزاد أن الزعيمين ناقشا المبادرة الروسية من دون التطرق إلى هذه التفاصيل. كما لفت إلى أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاقيات محددة حول احتمال إعادة لاجئين سوريين من ألمانيا، مشيراً إلى أن بوتين «تحدث عن العملية المتنامية تدريجياً لعودة اللاجئين إلى سوريا».

مشاركة :