وزير خارجية بريطانيا السابق بوريس جونسون، هاجم الحجاب وقال إن النساء اللواتي يرتدينه مثل «صناديق البريد» أو «لصوص البنوك.» مئات من المسلمين احتجوا على كلامه، وهو رفض أن يتراجع أو أن يعتذر. كما كتب مقالاً في «الديلي تلغراف» ضمنه آراءه، واللجنة الاستشارية للتعيينات في «البزنس» أعلنت أن جونسون كان عليه أن ينتظر ثلاثة أشهر قبل تسلُّم وظيفة جديدة. وأشارت الى أن «من غير المقبول» ألا يحاول استشارة حزبه قبل دخول عمل جديد. حزب العمال أعلن أن موقف جونسون «احتقار بالغ» للديموقراطية، والمجلس الإسلامي لبريطانيا طالب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأن يكون التحقيق في كلام جونسون جدياً وليس مجرد محاولة للتستّر عليه. جونسون له أنصار بينهم المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، ستيف بانون، الذي قال إن الوزير السابق لم يعترض على ارتداء الحجاب وإنما قال إنه لباس يضطهد النساء وليس له وجود في القرآن. أيضاً «الصنداي تايمز» زعمت في موضوعها الرئيس بعد نشر مقال جونسون، أن أربعة وزراء بريطانيين يؤيدونه إلا أنها لم تنشر أسماءهم. المجلس الإسلامي قال إن كلام جونسون مؤسف في الجو الحالي، حيث ازدادت «الإسلاموفوبيا»، وكراهية المسلمين. المجلس قال أيضاً إن حزب المحافظين لم يبدأ أي إجراءات ضد جونسون، ورئيس المجلس الإسلامي للمحافظين محمد أمين زعم أن كلام وزير الخارجية السابق سيزيد الكراهية ضد النساء اللواتي يرتدين الحجاب أو النقاب. جونسون رأى أن على النساء أن يخلعن الحجاب أو النقاب وهن يكلمنه. وزاد أن مَن يقول إن النقاب مهين «فأنا معه». هو رأى أن وكالات الحكومة والعمل لها حق أن تفرض قوانين لباس تسمح لها برؤية وجه مَن يتعامل معها. أفضل دفاع قرأته عن بوريس جونسون كتبه النائب المحافظ جاكوب ريس-موغ الذي هاجم يوماً رئيسة الوزراء، والذي قال إن محاكمة حزب المحافظين لجونسون مجرد مهزلة تفيد حزب العمال بوقف الهجمات السياسية عليه. ريس-موغ قال إن من الصعب رؤية كيف خالف جونسون أو انتهك قوانين حزب المحافظين. هو قال أيضاً إنه يؤيد جونسون تأييداً كاملاً إلا أنه لا يطالب بمنع ارتداء النقاب. رأيت رسوماً كاريكاتورية تدين جونسون، منها واحد في «الصنداي تايمز» المحافظة يظهر امرأة مسلمة ترتدي نقاباً والى جانبها صندوق بريد ثم جونسون معصوب العينين. في كاريكاتور آخر نشرته «الغارديان»، يظهر جونسون وهو يهتف مطالباً بإنهاء الحملة ضده بعد موقفه من النقاب، ثم في جزء آخر من الكاريكاتور هو ينفخ على باب 10 داوننغ ستريت، مقر رئاسة الوزارة البريطانية. لا سر هناك في أن جونسون يطمح الى أن يصبح رئيس وزراء بريطانيا وله أنصار في حزبه، وربما في أميركا كما سجلت من كلام ستيف بانون، إلا أنني أراه لا يصلح لقيادة المحافظين مع شهرته كسياسي من اليمين البريطاني. أيضاً قرأت في «الأوبزرفر» أن حوالى مئة سياسي من الذين صوتوا للخروج من الاتحاد الأوروبي، غيروا رأيهم وأصبحوا الآن من أنصار البقاء في الاتحاد. هناك دراسة عن الموضوع، من المعلومات فيها أن ويلز، وهي من معاقل حزب العمال، بدأت تتغير وتميل الى البقاء في الاتحاد الأوروبي خوفاً من مستقبل تجد بريطانيا فيه صعوبات في الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية وصادراتها، خصوصاً الى دول الاتحاد. أعتقد أن الموضوع مثير ومستمر، وسنسمع كثيراً عنه في الأيام المقبلة، فلعلي أعود الى القراء بمعلومات جديدة عن أعداء البقاء في الاتحاد الأوروبي وأنصاره.
مشاركة :