اعتقال مشبوهَين في أنقرة بعد إطلاق نار على السفارة الأميركية

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في تطوّر يتزامن مع احتدام التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، تعرّضت السفارة الأميركية في أنقرة لإطلاق نار، لم يوقع إصابات. واعتقلت السلطات التركية مشبوهَين، منددة بهجوم «استفزازي» اعتبرته محاولة لإثارة «فوضى»، وتعهدت محاسبة مرتكبيه. في الوقت ذاته، سجّلت الليرة التركية تراجعاً قياسياً في مقابل الدولار، بعدما تبادلت أنقرة وواشنطن فرض عقوبات، إذ رفضت تركيا طلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إطلاق القسّ الأميركي أندرو برانسون المُتهم بالتجسس والإرهاب. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إدارة ترامب رفضت عرضاً من أنقرة بإطلاق برانسون في مقابل وقف ملاحقة «بنك خلق» التركي المهدد بغرامات أميركية ببلايين الدولارات، نتيجة مساعدته طهران في تجنّب عقوبات فرضتها واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في البيت الأبيض إن «حليفاً حقيقياً في الحلف الأطلسي ما كان سيوقف برانسون». إلى ذلك، أعلنت منظمة التجارة الدولية أن أنقرة قدّمت شكوى ضد الرسوم الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من الصلب والألومنيوم التركيَين، فيما وقّعت تركيا وقطر اتفاقاً قيمته 3 بلايين دولار للتبادل بالليرة والريال. وأعلن المصرف المركزي التركي أن الاتفاق يستهدف «تسهيل التجارة الثنائية بعملتَي البلدين ودعم استقرارهما المالي»، علماً أن الدوحة تعهدت الأسبوع الماضي ضخّ 15 بليون دولار استثمارات مباشرة في تركيا. وتابع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة انتقاداته للولايات المتحدة، وقال: «الهجوم الذي يستهدف اقتصادنا لا يختلف عن هجوم يستهدف أذاننا وعلَمنا». وأضاف في خطاب مسجّل للشعب التركي عشية عيد الأضحى: «الهدف تركيع تركيا وشعبها. مَن يعتقدون بأنهم سيجعلون تركيا تخضع من خلال سعر الصرف (لليرة)، سيدركون قريباً أنهم مخطئون». أما رئيس البرلمان التركي بن علي يلدرم فشدد على أن «كل المؤامرات القذرة التي تُحاك ضد بلدنا، سيفشل»، ووصف تركيا بأنها «جزيرة سلام» مؤثرة في المنطقة والعالم. في غضون ذلك، أعلن مكتب محافظ أنقرة أن مسلحين أطلقوا من سيارة بيضاء 6 رصاصات على السفارة الأميركية أمس، مشيراً إلى أن 3 منها أصابت بوابة المدخل الحديد وجداراً خارجياً. وشدد على أن لا إصابات، علماً أن السفارة مغلقة في عطلة عيد الأضحى. وأشار المكتب إلى اعتقال رجلين وضبط سيارة ومسدس، لافتاً إلى أنهما اعترفا بإطلاقهما النار على السفارة. وذكر أن لديهما سجلاً إجرامياً، معلناً فتح تحقيق في ارتباطاتهما. وأكد ناطق باسم السفارة حصول «حادث أمني»، مستدركاً أن «لا إصابات ونحقق في التفاصيل». وشكر للشرطة التركية «استجابتها السريعة». وأعلنت الخارجية التركية اتخاذ تدابير لـ «ضمان أمن السفارة والبعثات الأخرى والموظفين الأميركيين» في البلاد، علماً أن السفارة استُهدفت سابقاً، إذ قُتل انتحاري وحارس تركي بتفجير أمامها عام 2013. كما جُرح مشبوه بإطلاق نار أمام مبنى القنصلية الأميركية في إسطنبول عام 2015، وقُتل 3 مهاجمين و3 شرطيين أتراك بإطلاق نار أمام القنصلية عام 2008. ودان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «هجوماً استفزازياً» أمس، متعهداً «التحقيق في الحادث بسرعة وإحضار منفذيه أمام العدالة». أما الناطق باسم الرئاسة إبراهيم كالين فاعتبر الاعتداء «محاولة واضحة لإثارة فوضى»، وزاد: «تركيا بلد آمن، وكل البعثات الأجنبية محمي بموجب القانون».

مشاركة :