خطيب عرفة: الحج ليس موطناً للشعارات والمظاهرات والدعوة للاحزاب والحركات

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رفض إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور حسين عبدالعزيز آل الشيخ، في خطبة عرفة التي ألقاها اليوم (الإثنين)، تحويل موسم الحج إلى «موطن للشعارات أو المظاهرات أو الدعوة الى الاحزاب والحركات»، مشيراً إلى أن التعصب مرفوض في الإسلام، واستشهد بجزء من خطية النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة، حين قال «إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي». ولفت الدكتور حسين آل الشيخ إلى أهمية الحفاظ على الأخلاق في جميع البقاع، خصوصاً في هذه البقاع المقدسة. وقال إن «الصورة الحقيقية للإسلام تشمل أعلى الأخلاق وأحسن التعاملات»، مبرزاً حاجة الخلق اليوم إلى «اعتماد الأخلاق في معاملاتهم المالية وأنظمتهم الاقتصادية والسياسية ومناهجهم العلمية وطرقهم البحثية»، مبيناً أنه «لن تتمكن أمة من تشكيل مواطنين صالحين إلا بزراعة الأخلاق في نفوسهم، لأن الأخلاق تحفظ الحقوق وتقيم النفوس والمجتمعات على أفضل نهج». وشدد على الحاجة إلى اعتماد المعايير الأخلاقية في شتى مجالات الحياة. وأكد أن الإسلام يحفظ المصالح ويدرأ المفاسد ويدعو إلى عمارة الكون ونفع الخلق، ويقرر مبدأ التآخي بين المسلمين، ونشر الرحمة والمودة فيما بينهم، والحث على نشر الخير والمعروف والبذل والعطاء والكف عن ظلم الناس، وترك العدوان عليهم. وقال: «كانت أمة الإسلام أمة واحدة تجتمع على الهدى معتمدة على الكتاب والسنة بعيدة عن الأهواء والبدع سامية عن الشقاق والبغضاء تتجه إلى رب واحد سبحانه، وتتبع نبياً واحداً عليه الصلاة والسلام، وتهتدي بكتاب واحد وهو القرآن العظيم وتصلي إلى جهة واحدة وهي الكعبة المشرفة، وتحج إلى بيت واحد وتؤدي نسكاً واحدًا وتتناصر بعدل ورحمة وتكامل». ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف إلى أن ما حثت عليه الشريعة من الأخلاق، اختيار الأقوال الجميلة والألفاظ الحسنة». وقال: «إن مما جاءت الشريعة الإسلامية به هو الترغيب في صدق الأقوال والأفعال، كما جاءت الشريعة بالأمر بالوفاء بالعقود والعهود». وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية أمرت بالأحسان إلى الخلق والعدل بينهم. وبين آل الشيخ أن الله عز وجل نهى عن الغش وتخفيف المكاييل. وقال: «العالم أجمع مدعو إلى مراجعة القرآن الكريم ليتعرف على أعلى درجات الأخلاق»، مشيراً إلى أن ما دعا الله في كتابه إلى اجتماع كلمة المسلمين والحذر من البغي والخداع والخيانة وأخذ العظة والعبرة لمآلات ما سبق من الخونة والظالمين. وأكد أن مراعاة الضوابط الأخلاقية الإسلامية في التعاملات المالية يسهم بازدهار التجارة وينمو به الاقتصاد لبناء ثقة الناس بعضهم بأخلاق بعض، ولذلك جاء تحريم الغش والربا وأكل أموال الآخرين بالباطل والقمار والميسر، مشدداً على ما أمر الله به من توثيق الحقوق.

مشاركة :