على رغم تغير الزمن مايزال لأهل مكة عادات ومواقف جميلة مملوءة بالحب في خدمة حجاج بيت الله، فهم يعيشون في بلد يستقبل أناس من جميع البقاع والأصقاع كل عام منذ آلاف السنين. وقال المؤرخ محمد بخاري لـ«الحياة»، متحدثاً عن مهمات سكان مكة في الحج: «كانوا يستعدون للحج من أيام البصارة، وتبدأ من نهاية الحج وحتى قرب موسم حج العام التالي، فالمطوف كان يجول العالم للتسويق لخدماته التي سيقدمها للحجاج، ويأتي بهم إلى مكة، فكلما زاد عدد حجاجه كان دخله المادي أفضل، وهذه وظيفة المطوف». وأشار إلى أن هناك ثلاث وظائف لا توجد في العالم إلا في مكة المكرمة، وهي الزمازمة، وهم المسؤولون عن بئر زمزم وسقاية الحجاج، والرفادة وهم مسؤولون عن استقبال الحجاج والعناية بهم (المطوفون)، والسدنة وهم من يملكون مفاتيح الكعبة ومكلفون في العناية بها»، مضيفاً أن هذه المهمات موجودة من آلاف السنين. وأفاد بخاري بأن هناك عادة قديمة جداً اختفت قبل أكثر من 50 عاماً، كانت تسمى «القِيس»، وكانت نسوة مختارات من نساء مكة يتولين حراسة البلد في غياب رجالها في الحج، وكنّ نسوة ذوات قوة بدنية، ملثمات لا يرحمن أي رجل يتخلف عن خدمة الحجيج يقع في قبضتهن، فعقابه الفضيحة بمكوثه في بيته، فيما رجال مكة جميعهم يخدمون الحجيج في الحرم المكي.
مشاركة :