Share this on WhatsApp واس-فجر أدى آلاف المصلين صباح اليوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة 1439هـ، صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي مختلف أنحاء المملكة. وامتلأت ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمصلين الذين أدوا الصلاة وسط أجواء إيمانية، كما شهدت ساحات العيد في عدد من المناطق والمساجد توافد الآلاف من المواطنين والمقيمين لأداء الصلاة. ففي مكة المكرمة أدى جموع المصلين اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام , حيث أمهم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي , الذي أوصى المسلمين بتقوى الله – عز وجل – والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، مبيناً أن اليوم هو آخر أيام العشر وخاتِمُ الأيام المعلومات، وإِنه أَفضلُ الأَيامِ عِندَ اللهِ وَأَعظَمُهَا، يَومٌ عَظِيمٌ مجيد وَعِيدٌ كَرِيمٌ بهيج، يدعى يَومَ الحَجِّ الأَكبرِ وَيَومَ النَّحرِ، تَتلُوهُ أَيَّامٌ ثَلاثَةٌ مَعدوداتٌ، قَال عليه الصلاة وَالسلام: “أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ”. وقال فضيلته: إن الله تعالى قد جعل لكل أمة منسَكاً، وجعل لهذه الأمة عيدين، عيدَ الفطر وعيدَ الأضحى الذي نحن فيه الآن ونعيشه اليوم، فهنيئاً لكم يا أمة الإسلام بهذين العيدين اللذين خصكما الله بهما، فلكل أمة عيد ونحن هذا عيدنا، وعيدنا اليوم عيد الأضحى يزدان بما خُصَّ به من قربات عظيمة وما يقع فيه من أعمال جليلة من الحجاج والمقيمين في الأمصار، ففيه ذكر وتكبير وصلاة عيد وذبح أضحية وهدي لله، وهو عيد محبة وتآلف ووئام وصلة واجتماع وسلام، وإظهار ذلك يوم العيد من إعلان الشعائر وتعظيمِها وذلك دِلالةٌ على تقوى القلوب لعلام الغيوب. وأفاد فضيلة الشيخ غزاوي أن العيد يومَ فرح وهناء، يوم سعادة وصفاء، لا يوم فرقةٍ وبَغضاءَ، ولا قطيعةٍ وشحناء، بل تغافروا وتَصافَحُوا، وتوادُّوا وتحابُّوا، وتَعاوَنُوا على البرِّ والتَّقوى، لا على الإثم والعُدوان، صِلوا الأرحام، وارحموا الضعفاء والأيتام، وتخلَّقوا بأخلاق وآداب الإسلام، وهذا اليوم المبارك تجتمع فيه عباداتٌ لا تجتمع في غيره، فحجاج بيت الله اليومَ الجمارَ يرمون، والهدي ينحرون، ورؤوسَهم يحلقون، وبالبيت يطوفون، وبالصفا والمروة يسعون، وأهلُ البلدان اليوم يكبرون، وفي المصلى يجتمعون، وصلاةَ العيد يؤدون، وأضحياتِهم يذبحون، ما أجلَّ شأنَهم وأعظمَ قدرَهم! إنهم جميعًا مُسلِمون، بدين واحد يدينون، ولربً واحد يَعبُدون، ولرسول واحد يَتَّبِعون، ولقبلةٍ واحدة يتَّجِهون، ولكتابٍ واحد يقرؤون، ولأعمال واحدة يُؤدون، هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدةِ أيها الموحدون ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾. وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله تعالى شرع لنا في موسم الحج عِبَادَاتٍ جليلةً، وجعل لنا شعائرَ عظيمةً، وحثنا تعالى على تعظيمها، وجعل ذلك علامةً على تقوى القلوب فقال سبحانه :﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ ﴾، وَفي إِضافة التقوى إِلى القلوب بيانٌ أَنها مَحَلُّهَا ومنشأُها، وكفى بِهذا حثًا على إِصلاحها وَالاهتمامِ بها، وإذا صلح القلب بالمعرفة والتوحيد والإيمان، صلح الجسد كلُّه بالطاعة والتسليم والإذعان لرب العالمين، موضحاً فضيلته أن الحج في شعائره وأعماله وزمانه ومكانه يرسخ التوحيد في القلوب، وهو دليل على إيمان من أداه على الوجه المطلوب، ومن تأمل أذكار الحج وجد فيها من توحيد الله تعالى وتعظيمه وإجلاله ما يعلق القلوب به سبحانه وحده لا شريك له، ففي كل منسَك ذكر ودعاء وتوحيد. وأكد فضيلته إنّه عندما يحرم الحاج يهل بالتوحيد، قائلا “لبيك اللهم لبيك”: أي طاعةً بعد طاعة وإجابةً بعد إجابة وهذا دليل على الاستسلام لله تعالى والانقياد له، وعندما يجأر قائلا : “لبيك لا شريك لك “ويختم التلبية بقوله: “لا شريك لك” فإنما ينادي بعزم العقد على ألا يجعل لله شريكا ولا يصرفَ شيئا من العبادة لغيره، وبما أنه يعتقد أن الله واحد لا ند له ولا نظير ولا شبيه ولا مثيل وأنه المحيي والمميت وأنه الخالق الرازق وأنه النافع الضار وأنه استأثر بعلم الغيب وحده، وله الكمال المطلق وهو على كل شيء قدير وأنه مالك الملك ومدبر الكون، وهو وحده صاحب السلطانِ القاهر في هذا العالم، يتصرف في ملكه كيفما يشاء ويختار، بما أنه يعتقد ذلك فلا يشركُ به شيئا بأن يدعوَ غير الله من الأولياء والصالحين أو يسجدَ لغير الله لا لصنم ولا لبشر ولا لحجر ولا لشجر ، ولا يذبح لغير الله ولا ينذرَ لمخلوق، أو يسألَه الشفاعة ويتوكلَ عليه أو يعتقدَ فيه القدرةَ على الضر والنفع والعطاء والمنع والتصرف في الكون، كل ذلك مما يحذره الموحد الذي قال “لبيك لا شريك لك” كما أنه يحذر من إتيان السحرة والكهان والمشعوذين فهو أمر محرم لا شك في تحريمه، وسؤالهم وتصديقهم وفعل ما يطلبون من الذبح ونحوه من الشرك الأكبر، وعندما يقول الحاج: “إن الحمد والنعمة لك والملك ” ففيها اعتراف لله بالحمد، وإقرار بنعمته، واعتراف بملكه؛ ولذا كان إلهَ الحق، وما سواه من الآلهة باطل، فالله هو المستحق للحمد وحده فهو صاحب النعمة لا سواه ﴿ وما بكم من نعمة فمن الله﴾ فقد يشكر المرء من أسدى إليه معروفا وصنع إليه جميلا فينسِبُ الفضلَ إليه وينسى ربه المنعمَ والمتفضل عليه فيجحده ولا يشكره، لكنَّ لسانَ المؤمن الصادق دائمَ اللهج بحمد الله لا يفتر عن ذلك كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : (سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه) رواه مسلم وأبوداود ومعناه بلَّغَ سامع قولي هذا لغيره وشهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه. وأستطرد فضيلته قائلاً : إنه من صور التوحيد التي تتجلى في المناسك أن الحاج إذا طاف بالبيت كبر عند ركنه المعظم الحجرِ الأسود، والتكبير توحيد وإقرار بأن الله تعالى أكبر من كل شيء، والسعي بين الصفا والمروة من الشعائر العظيمة فيرقى الحاج على الصفا ويقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ).Share this on WhatsAppوسوم: العيدالمصلينجموعصلاةShare0Tweet0Share0Share
مشاركة :