إمام المسجد النبوي: فاز المتقي وخسر المُسرِف الشقي

  • 8/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد النبوي وسطحه وساحاته والساحات الخارجية وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي للزوار والمصلين وتأمين أرقى درجات الخدمات وأكملها ليؤدوا عباداتهم بكل خشوع واطمئنان. وأمَّ المصلين فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، سائلاً المولى أن يتقبل صالح الأعمال لسائر المسلمين. وقال فضيلته خلال الخطبة: أيها المسلمون اتقوا ربكم فقد فاز المتقي وخسر المُسرِف الشقي قال عز وجل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، فهنيئاً لكم هذا اليوم المجيد، هنيئاً لكم يوم العيد السعيد هنيئاً لكم يوم الحج الأكبر هنيئاً لكم يوم النحر الأزهر هنيئاً لكم يوم الجمع الأعظم. ونوه فضيلته، بأن من جلائل النعم وقلائد المنن وأعظم مفاخر الزمان ومكارمه ومآثره أن خص الله هذه البلاد المباركة بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ورعاية أمر الحج والحجيج فقلدها كرامته وأعطاها قيادته وأنالها سيادته، فأكرم بها من نعمة وعطية وأعظم بها أعظم بها ثم أعظم. وقد نذر ملوك هذه الدولة السنية وأمراءها ورجالها أنفسهم لخدمة الحج والحجيج. وأوصى فضيلته قائلاً: أيها المسلمون إنّكم تعيشون في بحبوحة من الأمن الشديد المديد، ورزق مُخصب رفيه غزير كثير رغيد، والناس من حولكم يُسلبون قتلاً وأسرى وسباء، ويقاسون بلاء ووباء، ويكابدون غلاء وجلاءً وفناء، فاحفظوا أمنكم ووطنكم واستقراركم، فكم من وطن اختلفت في الكلمة وانحل فيه عقد الولاية وسقطت منه هيبة الحكم، فلا إمام ولا جماعة فتقاتل أهله وتمزق شمله وضاع أمنه والأمن إذا اختل عظم فقده وعسر رده. وقال فضيلته مبيناً: أن لا خلد الدنيا يرتجى، ولا بقاء فيها يُؤمل، وَمَا الناس إلا راحل وابن راحل، وما الدهرُ إلا مرّ يوم وليلة، وما الموت إلا نازل وقريب، وما نفس إلا يباعد مولدا، ويدني المنايا للنفوس فتخرج، ما أسرع الأيام في طينا، تمضي علينا ثم تمضي بنا، فأيقظوا القلوب من مراقد غفلاتها.. واعدلوا بالنّفوس عن موارد شهواتها، وحافظوا على الصلوات الخمس المكتوبات المفروضات ولا تفرطوا في الفرائض والواجبات، ولا تستخفوا بالمحرمات ولا تجاهروا بالمنكرات. وأضاف الشيخ البدير: “اعلموا أنكم في أيام مُهل، من ورائها أجّل، يحثّها عجل، فمَن لم ينفعه حاضره، فعاده عنه أعوز، وغائبه عنه أعجز، وإنه لا نوم أثق من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولا مُصيبة كموت القلب، ولا نذيرً أبلغ من الشيب، ولا مصير أسوأ من النّار الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه إنه كان للأوابين غفوراً”. وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته بأن الأضحية قُربة جليلة، ونسيكة عظيمة، ومعلم وشعيرة، والأضحية سنة مؤكدة غير واجبة ولا يستحب تركها لمن يقدر عليها ولا يجزئ في الأضحية إلا الأنعام وأفضلها البَدَنة، ثم الشاة، ثم شرك في بدنة، ثم شرك في بقرة، والشرك في البدنة والشرك في البقرة والشاة الواحدة يُجزئ كل واحد منها عن الرجل وأهل بيته. وتابع “لا يجزئ في الأضاحي إلا جذع ضأن وثني سواه، فالإبل خمس سنين، والبقر سنتان، والمعز سنة، والضأن ستة أشهر، وأفضلها أحسنها وأسمنها وأعظمها وأكملها وأطيبها، وأكثرها ثمناً، وحاذروا العيوب المانعة من الأجزاء، فلا تُجزئ المعيبة عيبا بينا، من مرض أو عَوَر أو عرّج أو عَجَف أو عمى بصر، واستشرفوا العين والأذن، ولا تُضحّوا بالخرقاء ولا الشرقاء، ولا المقابلة ولا المدابرة، وهي المعيبة في أذنها بقطع أو خرق، أو شق. الذَبحة، الشفرة، أو ثقب وأحسنوا وحُدّوا واشحذوا المدية ليكون أوحى وأسهل، ووجّهوا مذبحها إلى القبلة، وسموا وكبروا، وكلوا وأهدوا وتصدقوا، ومن كان ذبح قبل الصلاة فليُعد أضحيته، ومن لا فليذبح على اسم الله، تقبل الله أُضْحِياتكم، ورضي عنكم وأرضاكم، وحقق به الخير مُناكم، وأسعدكم ولا أشقاكم، وعاودتكم السعود ما عاد عيد واخضرّ عود”.

مشاركة :