مكة المكرمة - وكالات - فيما شاركت جموع الحجيج، منذ فجر أمس، أول أيام عيد الأضحى المبارك، في رمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر منى، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن الشرف الأكبر للمملكة هو خدمة ضيوف الرحمن، داعياً الله أن يديم الخير والسلام على الأمة وسائر البلاد.وكتب الملك سلمان على حسابه في موقع «تويتر»: «إن الشرف الأكبر الذي أكرم الله به بلادنا هو خدمتها لضيوف الرحمن، ومع عيد الأضحى المبارك، أدعوه سبحانه أن يتمم للحجاج حجهم، وأن يديم الخير والسلام على أمتنا وسائر البلاد».كما استقبل خادم الحرمين، في الديوان الملكي بقصر منى، أمس، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأمراء والوزراء ومفتي عام المملكة والعلماء والمشايخ، وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مقدمهم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في حج هذا العام، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الأضحى المبارك.وفي كلمة له خلال الاستقبال، قال الملك سلمان: «أهنئكم وجميع المواطنين وحجاج بيت الله الحرام بعيد الأضحى المبارك، سائلا المولى سبحانه أن يعيده على الجميع بالخير والبركة».وأضاف: «شرّف الله سبحانه هذه البلاد المباركة بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار، وتوفير أسباب أداء نسكهم بطمأنينة ويسر. ولم يزل بذل الغالي والنفيس في سبيل خدمتهم والسهر على راحتهم مصدر فخر لبلادنا منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وستواصل أداءَ هذا الواجب بعون من الله وتوفيقه».وتوجه إلى العسكريين بالقول: «إن حجاج بيت الله الحرام والعالم كله يشاهد ويلمس ما تبذلونه من جهود وما تقدمونه من خدمات لحجاج بيت الله الحرام، وهو واجب عليكم وشرف لكم تنالون به الأجر بإذن الله. إن التضحيات الكبيرة التي يقدمها منسوبو القطاعات العسكرية دفاعاً عن حياض الوطن وحماية مقدساته ومقدراته هي محل فخرنا واعتزازنا».وأضاف: «ونحن وفي هذا اليوم المبارك نتذكر شهداءنا وأبطالنا الذين بذلوا أرواحَهم في سبيل دينهم وحماية وطنهم، ونسأل الله أن يتغمّدَهم برحمته الواسعة، وأن يمنّ على المصابينَ بالشفاء العاجل».وكان خادم الحرمين وصل، أول من أمس، إلى منى للإشراف على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان.ومنذ فجر أمس، بدأ نحو 2.4 مليون من الحجاج رمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، ونحر الهدي، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك عقب نفرتهم من عرفات إلى مزدلفة، بعد أن قضوا فيها ليلتهم.واستعدت قوات الأمن السعودية منذ ساعة مبكرة، ونشرت عشرات آلاف الجنود والضباط لخدمة ضيوف الرحمن.ووقت الرمي المحدد هو من فجر يوم عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي، ولكن السُنّة أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس الى الزوال.وتوجه الحجاج الذين رددوا التلبية والتكبير تحت الشمس الحارقة في منى، إلى جمرة العقبة الكبرى. وإذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة الكبرى، قام بذبح الهدي، وهي الإبل أوالبقر أو الغنم، بالنسبة للحاج المتمتع والقارن فقط، ثم يحلق شعره أو يقصره، ويتحلل التحلل الأول من الإحرام، ويقوم بعدها بالتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.ويجوز للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ليؤديه مع طواف الوداع (طوافاً واحداً).وبداية من اليوم، يبدأ الحجاج أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 ذي الحجة)، إذ يتوجه الحجاج بداية من صباح كل يوم من مزدلفة إلى منى لرمي الجمرات، ولكن هذه المرة لرمي 21 جمرة بداية من الجمرة الصغرى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات لكل جمرة، ويُكبرون مع كل واحدة منها، ويدعون بما شاؤوا بعد الصغرى والوسطى فقط مستقبلين القبلة رافعين أيديهم.ويبدأ وقت رمي الجمرات في يوم العيد وأيام التشريق الثلاث من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس، فيما أجازت فتاوى الرمي قبل الزوال.وإذا رمى الحاج الجمار اليوم (أول أيام التشريق) وغداً (ثاني أيام التشريق)، أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً وهذا يسمى النفرة الأولى، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير (ثالث أيام التشريق) بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف الجمعة، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت.وبلغ عدد حجاج بيت الله الحرام هذا العام نحو مليونين و371 ألفاً و675 حاجاً، حسب الهيئة العامة للإحصاء بالسعودية. وأحضر الحجاج الحصى من مزدلفة التي نفروا إليها مساء أول من أمس، بعد وقوفهم على صعيد جبل عرفة لأداء الركن الأعظم من الحج.وانتشر عدد كبير من عناصر الأمن لإرشاد الحجاج إلى موقع جمرة العقبة الكبرى، فيما سعى آخرون لحض حجاج انتهوا من أداء مناسكهم على المغادرة لافساح المجال أمام غيرهم من الحجاج.وقال الأردني فراس الخشاني البالغ من العمر 33 عاماً «الحمد لله ربنا منّ علينا بالحج. ما شاء الله كل إشي كان ميسر. القطار فكرة رائعة. المساعدات، الشرطة، الخدمات كله فوق العادة. الحمد لله مبسوط جداً وإن شاء الله ربنا يطعمنا إياها مرة أخرى».
مشاركة :