نية الذهاب إلى الحج وراءها أجر عظيم

  • 8/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتوافد في هذه الأيام المباركة قوافل الحجيج على الأراضي المقدسة: «بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف» في مشهد مهيبٍ يأسر الألباب ويأخذ القلوب ويبهج النفوس المؤمنة المطمئنة، كيف لا وهم يَرَوْن وفد الله وضيوف الرحمن آمنين في أطهر البقاع مجتمعين على كلمة التوحيد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك» قد لبسوا البياض وتجردوا عن زينتهم للملك الديان، كشفوا رؤوسهم وأخضعوها لمن خضعت له السماوات والأرض -جل جلاله- فكم من عينٍ بكت عند رؤيتها الكعبة المعظمة! وكم من يدٍ ارتفعت بالدعاء والإلحاح على سيدها في صعيد عرفات! وكم من طائفٍ لمولاه راغبٍ في إقالة العثرات ومغفرة السيئات! فحُقّ لمن لم يستطع أن يلحق بهم أن يبكي على فوات مواطن المغفرة وساعات الإجابة. وإني وإذ أمسكتُ قلمَ الكتابةَ شعرتُ بدموعه تسيل حبرا فترجمتُها بهذه الكلمات! وتذكرتُ حِينَئِذٍ ما قاله ابن القيم في «الميمية»: فيَا سائِقينَ العِيسَ باللهِ ربِّكمْ قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلمُوا قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ بأنَّ الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ وحُبُّكُمُ أصْلُ الهَوَى ومَدَارُهُ عليهِ وفوزٌ للمُحِبِّ ومَغْنَمُ ولكن عزائي وعزاء من هم مثلي: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه: قَالَ: رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَامَاً خلْفَنَا بالمدِينةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلاَ وَادِياً إِلاَّ وَهُمْ مَعَنَا، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ. قال سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: «فهذا الحديث يبين عظم شأن النية، وأنها تبلغ صاحبها مبلغ العاملين إذا عجز عن العمل ولم يستطع العمل، النية لها شأن كبير. فلا أقلَّ -أيها القارئ الكريم- من أن تنوي الذهاب إلى الحج حتى تنال أجرًا بهذه النية الطيبة.. أسأل الله تبارك وتعالى أن يتمم للحجاج مناسكهم ويحفظهم ويردهم سالمين مقبولين، وأن لا يحرمنا أجر نية الذهاب والوقوف إنه سبحانه كريم رحيم. ] أحمد يوسف صلاح الدين

مشاركة :