عرضت وزارة الطاقة الأميركية 11 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياط الاستراتيجي للبلاد للبيع، قبيل سريان عقوبات على إيران من المتوقع أن تؤدي إلى خفض الإمدادات العالمية من الخام. وأظهر إخطار أول من أمس، أن فترة التسليم لصفقة البيع المقترحة من خامات عالية الكبريت ستكون بين الأول من تشرين الأول (أكتوبر) والثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر). وفرضت الحكومة الأميركية عقوبات مالية على إيران تستهدف قطاع النفط في ثالث أكبر دولة منتجة للخام في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) بداية من تشرين الثاني. وأكد تاجر نفط لوكالة «رويترز» أن «الصفقة جاءت لتظهر أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتخذ إجراءات لكبح زيادات أسعار الطاقة قبيل العقوبات». وساهم ازدهار النفط الصخري في ارتفاع إنتاج الخام المحلي في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق هذه السنة، وينظر مشرعون أميركيون على نحو متزايد إلى المبيعات من الاحتياط كوسيلة لخفض العجز وتمويل العمليات الحكومية. وتذمر ترامب في وقت سابق هذه السنة، من ارتفاع أسعار النفط «بشكل مصطنع»، وربما يُنظر على نطاق واسع إلى بيع محتمل من الاحتياط الاستراتيجي قبيل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة في تشرين الثاني على أنه وسيلة للتخفيف عن سائقي السيارات الذين شهدوا قفزة في أسعار البنزين العام الماضي. وازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أيلول (سبتمبر) 0.4 في المئة إلى 66.70 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» إلى 72.26 دولار للبرميل. ويقول متعاملون إن الأسواق الأميركية تلقت الدعم من توقعات بشح في أسواق الوقود في الأشهر المقبلة. وبلغ مخزون المنتجات النفطية المكررة بالولايات المتحدة مثل الديزل وزيت التدفئة، أدنى مستوى له في مثل هذا الوقت من السنة، خلال أربع سنوات. يأتي ذلك قبيل فترة ذروة الطلب على تلك الأنواع من الوقود. وخارج الولايات المتحدة، تركز الأسواق على العقوبات الأميركية على إيران التي ستستهدف قطاع النفط الإيراني اعتباراً من تشرين الثاني (نوفمبر). ونتيجة للعقوبات، يتوقع بنك «بي أن بي باريبا» الفرنسي انخفاض إنتاج «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، التي تضم إيران، من 32.1 مليون برميل يومياً في المتوسط في 2018، إلى 31.7 مليون برميل يومياً في 2019. إلى ذلك، نشرت الصحيفة الرسمية لشركة «بتروتشاينا»، أن مصفاة «يونان» التابعة لها كررت 56 ألف طن أو ما يعادل 408 آلاف و800 برميل من النفط الإيراني الثقيل. وهذه المرة الأولى التي تعالج فيها المصفاة البالغة طاقتها 260 ألف برميل يومياً النفط الإيراني الثقيل. ولمحت الصين إلى أنها ستواصل شراء النفط الإيراني بعد سعي الولايات المتحدة لوقف صادرات الخام الإيراني. في سياق منفصل، قال الرئيس التنفيذي لوحدة تصنيع الكيماويات التابعة لشركة الطاقة الحكومية الماليزية «بتروناس»، إن شركة «أرامكو السعودية» قد تعزز استثمارها في مجمع «بنغيرانج» للتكرير والبتروكيماويات في ماليزيا. وأضاف سازالي حمزة الرئيس التنفيذي لـ «بتروناس كيميكالز غروب» في مقابلة مع «رويترز» أن الاحتمال قائم، لكن الأمر يخضع للجدوى الاقتصادية». واشترت شركة الطاقة السعودية لاحقاً حصة بقيمة 900 مليون دولار في مشاريع بتروكيماويات في «رابيد».
مشاركة :