استقرت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس، في وقت سادت حالة من الحذر قبل محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين من المنتظر عقدها وقت لاحق من الأسبوع، وإن كان انخفاض الدولار دعم أسهم الشركات التي تحقق أرباحاً في الخارج وتلك المرتبطة بالسلع الأولية. واستقر المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي من دون تغيّر يذكر من جهة النسبة المئوية. وارتفع المؤشر «داكس» الألماني 0.2 في المئة، فيما استقر أيضاً المؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني. وتضغط مخاوف بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين على الأسواق، إلى جانب تصاعد جولات فرض الرسوم الجمركية من الجانبين. ويأمل المستثمرون بأن تؤدي المحادثات التجارية المنتظر عقدها اليوم إلى تخفيف التوترات. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في مقابلة، إنه لا يتوقع إحراز تقدم كبير في تلك المحادثات. وانخفضت الأسهم الأوروبية منذ بداية السنة 1.6 في المئة في ظل المخاوف المرتبطة بالتجارة وأزمة العملة في تركيا. ودعم انخفاض الدولار أسهم الشركات التي تحصد معظم إيراداتها من الخارج. وقدمت شركات السلع الاستهلاكية الأساسية معظم الدعم للمؤشر «ستوكس»، فيما تلقت أسهم شركات الطاقة الدعم من ارتفاع أسعار النفط. وعلى رغم أن موسم إعلان أرباح الشركات انتهى إلى حد كبير في أوروبا، فإن أسهم شركة «وود» لخدمات الحقول النفطية كانت من بين أكبر الرابحين على المؤشر «ستوكس»، إذ صعدت ما يزيد على أربعة في المئة بعدما أظهرت نتائج أعمال الشركة تحقيق أرباح في النصف الأول من السنة قرب النطاق الأعلى لتوقعاتها. كما ازدادت أسهم شركة التعدين الروسية «بولي ميتال» 2.1 في المئة بعدما أصدرت تقريراً مالياً نصف سنوي. وقاد بنك «يوسكه» الدنمركي قطاع البنوك للارتفاع بعد الإعلان عن أرباحه في الربع الثاني. لكن أسهم «بي إتش بي بيليتون» انخفضت نحو اثنين في المئة، بعدما جاءت الأرباح الأساسية للشركة دون التوقعات. يابانياً، عوّض المؤشر «نيكاي» خسائره وأغلق مرتفعاً بعدما شجّع انخفاض الين عمليات شراء للعقود الآجلة، لكن أسهم شركات المحمول تراجعت بعد تقارير إعلامي نقل عن مسؤول ياباني قوله إن القطاع في حاجة إلى إصلاحات. وارتفع المؤشر القياسي 0.1 في المئة ليغلق عند 22219.73 نقطة، بعدما كان منخفضاً في معظم الجلسة. وزاد سهم «فاست ريتيلنيغ» ذو الثقل 2.3 في المئة في الجلسة، ليضيف 42 نقطة إلى المؤشر «نيكاي» القياسي. غير أن المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً انخفض 0.4 في المئة إلى 1685.42 نقطة، وفاق عدد الأسهم الهابطة تلك الصاعدة بواقع 1455 إلى 563 سهماً. ويؤكد محللون أن إقبال المستثمرين على المخاطرة يظل منخفضاً في ظل حالة عدم اليقين التي تكتنف المحادثات التجارية المزمع إجراؤها على مستوى أقل بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع. وانخفضت أسهم شركات خدمات الهاتف المحمول بعدما ذكرت وكالة «كيودو» للأنباء أن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا قال في خطاب ألقاه في مدينة سابورو بجزيرة هوكايدو، إن «قطاع الهاتف المحمول في البلد بحاجة لإصلاحات»، مضيفاً أن «رسوم المحمول يجب أن تنخفض بنحو 40 في المئة». وتراجعت أسهم «كيه دي دي آي كورب» 5.2 في المئة و «إن تي تي دوكومو» أربعة في المئة، وهبطت أسهم مجموعة «سوفت بنك» 1.6 في المئة و «راكوتين» للتجارة الإلكترونية، التي تخطط لتدشين نشاطات في قطاع الهاتف المحمول، 3.6 في المئة. كما انخفضت أسهم شركات الإلكترونيات، إذ تراجع سهم «باناسونيك» 2.1 في المئة و «ألبس إلكتريك» 1.4 في المئة. أميركياً، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية أمس، مدعومة ببعض تقارير الأرباح المشجعة وآمال في أن تساعد المحادثات التجارية المخططة بين الولايات المتحدة والصين على حل النزاع بين أكبر اقتصادين في العالم. وصعد مؤشر «داو جونز» 0.17 في المئة، كما ؤارتفع مؤشر «ستاندار أند بورز 500» نحو 0.15 في المئة، في حين ارتفع مؤشر «ناسداكك» المجمع 0.22 في المئة. مع اختتام موسم الأرباح ، يحوّل المستثمرون اهتمامهم إلى سياسات البنك المركزي هذا الأسبوع. من المتوقع أن تشير محاضر اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياط الفيديرالي في آب (أغسطس) إلى ثقة البنك المركزي في النمو الاقتصادي والالتزام برفع أسعار الفائدة في المستقبل.
مشاركة :