لا يختلف اثنان على موهبة ونجومية لاعب الهلال نواف العابد، إذ يعد واحداً من أفضل لاعبي الوسط في الملاعب السعودية، ويمثل ثقلاً في منتصف الميدان، وسبق له أن ساهم بفاعلية في تتويج "الأزرق" بعدد من البطولات، كما قاد منتخبنا نحو تحقيق عدد من الانتصارات الثمينة، ويعتبر العابد مطمعاً لأي فريق، وتواجده أمنية لكل مشجع، عطفاً على الإمكانيات التي جعلته من الركائز الأساسية في الهلال والمنتخب. لكن في الأشهر الماضية افتقدنا العابد بسبب الإصابة التي مازالت لغزاً محيراً، كونه يتشافى منها ثم تعود إليه ويبتعد ويتكرر المشهد مرات عدة، وخسرنا خدماته في مونديال روسيا بسبب عدم قدرته على اللعب رغم الفترة الطويلة التي قضاها للعلاج والتأهيل، وفي الوقت الذي كان الجميع يتوقع بأن يبدأ العابد الموسم بقوة تفاجؤوا بعدم اكتمال جاهزيته وغيابه أمام الشباب العماني عربياً وفي لقاء السوبر مع الاتحاد، فالتقارير الإعلامية تتحدث عن حاجته لوقت أطول خصوصاً وأنه سيجري عملية جديدة تغيبه عن الملاعب لأكثر من شهرين. للأمانة مسلسل إصابة العابد وابتعاده مثير للقلق، لأننا لا نريد أن تخسر الكرة السعودية موهبةً بحجمه، ونخشى أن يلحق نواف بنجوم سابقين لم يعمروا في الملاعب واعتزلوها في وقت باكر لأسباب مختلفة أبرزها الإصابة، لذلك لابد أن تمنح إدارة الهلال برئاسة سامي الجابر ملف العابد اهتماماً أكبر، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد القدم الذي يرأسه مؤقتاً نواف التمياط، كونه تقع على عاتقه مسؤولية الاهتمام باللاعبين عموماً ونجوم منتخبنا على وجه الخصوص. نواف عليه أن يُقدّر موهبته والنجومية التي وصل لها، وأن يهتم بنفسه أكثر من الناحية البدنية وغيرها، وأن يركز داخل الملعب، فهو يظلم نفسه إن أهمل حاله، يجب أن يجعل البرازيلي إدواردو على سبيل المثال قدوةً له، الأخير أصيب بواحدة من أخطر الإصابات في الملاعب قطع الرباط "المتصالب"، عالج نفسه والتزم ببرنامج تأهيلي مكثف وعاد أكثر قوة من قبل، يجب أن يكون طموح اللاعب السعودي عموماً ونواف على وجه الخصوص عالياً، والطموحات والآمال لا تتحقق إلا بجهد ومثابرة وتعب، وهو ما نطلبه من لاعبينا، في النهاية ما كتبته عن العابد ينبع من حب له، وآمال برؤيته نجماً ساطعاً في ملاعبنا كما عهدناه.