اكتمل وصول مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى منى أمس، واستقروا في أماكنهم المخصصة مكبرين مهللين بعدما مَنّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع، تحفهم عناية الرحمن، في ظل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، من خدمات ورعاية في مختلف المجالات وتجنيد الطاقات البشرية والآلية لتحقيق كل ما يمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وأمان وراحة واطمئنان. ورمى الحجاج أمس، جمرة العقبة فقط وهي التي تلي مكة، وذلك اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدما فرغوا من الرمي، شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام، ثم طافوا طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة، بعدها نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة، إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة لقوله تعالى «فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه». وخلال أيام التشريق يرمي الحجاج الجمرات الثلاث ابتداء بالجمرة الصغرى ثم الوسطى وأخيراً جمرة العقبة الكبرى. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجونها وتحيطهم من كل جانب المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، التي تقدم خدماتها على مدار الساعة من دون انقطاع، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي والإسعاف الطبي الطائر والخدمات التموينية المتوفرة والاتصالات. طواف الإفاضة وكان ضيوف الرحمن توجهوا أفواجاً إلى بيت الله الحرام وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج، قبل قضائهم الليل في مشعر مزدلفة وقيامهم برمي الجمرة الكبرى صباح أمس في منى، وهم ينعمون بالراحة والاطمئنان. وقام رجال الأمن بجهود كبيرة لتسهيل وصول الحجاج إلى المسجد الحرام ليطوفوا طواف الإفاضة. وسخرت إدارات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مع الجهات الحكومية المختلفة كل الإمكانات لتنظيم تفويج الحجاج إلى المسجد الحرام وساحاته، وتنظيم دخولهم عبر أدواره وبواباته المتعددة، في إطار تنفيذ خطة موسم الحج لهذا العام في مرحلتها الثانية، التي تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، وتكثيف برامج التوجيه والإرشاد وأعمال النظافة وسقيا زمزم والعربات والصيانة والتشغيل، التي مكّنت المصلين من أداء صلاتهم بكل يسر وسهولة.
مشاركة :