يبدو أن قصة الناجية الإيزيدية أشواق حاجي، التي غادرت ألمانيا قبل أشهر، بعدما واجهت مغتصبها «الداعشي» هناك، بدأت تتفاعل، ما دفع العديد من الناجيات إلى عدم العودة إلى ألمانيا، لأنها لم تعد بلداً آمناً بالنسبة لهن.وتقول الناجية نسرين سعدو مراد (26 عاماً)، التي تعيش الآن في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين، لوكالة الأنباء الألمانية، «لقد عانيت كثيراً من ظلم (داعش)، إذ تعرضت 28 مرة للبيع والشراء، حاولت الانتحار مرتين ولم أنجح، ومنذ أن تحررت وأنا أسمع أن هناك خطة لإرسال الناجيات إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وأنا أحتاج إلى علاج نفسي وجسدي. ولذلك قررت الذهاب إلى هناك لأنها فرصة لن تعوض».وأضافت: «ولكن بعد أن سمعت عن قضية أشواق وناجيات أخريات مثلها صادفن (داعش) هناك، قررت ألا أذهب. ومع شكري وامتناني لألمانيا لأنها اهتمت بنا، فإنني أطالبها بالتحقيق في هذه القضية وطمأنة الإيزيديات الموجودات فيها وحمايتهن».وقالت الناجية هينا عباس (17 عاماً)، من ناحية كرعزير وكان تم اختطافها عام 2014، وتحررت منذ نحو ثلاث سنوات ونصف السنة: «بداية، أريد أن أقول إن الشعب والحكومة الألمانية ساعدوا الإيزيديين كثيراً، ونحن نشكرهم على ذلك. ولكن عندما سمعت عن قصة أشواق، وهي صديقتي، حيث كنا تحت أسر (داعش) سوياً، قلقت جداً، مع أن والدتي وشقيقتي الصغيرة تعيشان في ألمانيا، وهما في زيارة لنا حالياً». وتابعت: «حقيقة نشعر بالرعب، ووالدتي خائفة من العودة. نطالب ألمانيا والدول الأوروبية بحماية المضطهدين مثل الإيزيديين». وشددت: «لن أذهب إلى ألمانيا حتى لو تعرضت للموت هنا... عندما كنت في أسر (داعش) كانت جنسيات الكثير من (الدواعش) أوروبية، ومن الطبيعي أن يعود هؤلاء إلى بلدانهم. وقد أبلغتني أشواق أنها لن تعود إلى ألمانيا مرة أخرى، وأنا أشجعها على قرارها». وأكدت «نحن لا نكره ألمانيا، بل نحبها ونحترمها، ولكننا نخاف من (داعش). وأنا متأكدة من أنه إذا لم تحقق الحكومة الألمانية مع هؤلاء (الدواعش)، سوف تعود الناجيات الإيزيديات من ألمانيا إلى المخيمات في كردستان».وتقول حنان مراد (31 عاماً)، وهي ناجية إيزيدية من شنكال وتحررت قبل ثلاث سنوات وذهبت إلى ألمانيا لتلقي العلاج هناك، وهي الآن في زيارة إلى أهلها في مخيم شاريا بإقليم كردستان، «رأيت قبل عامين في مدينتي بألمانيا (داعشياً) كان اغتصبني عندما كنت سبيته لمدة شهر في مدينة الرقة السورية». وتابعت: «أخبرت الشرطة هناك فقالوا لي بكل وضوح نحن لا نستطيع أن نحاسب أحداً لم يرتكب جريمة في بلدنا، فهو كان (داعشياً) في بلده. وفيما بعد أرسلت الشرطة عدداً من أفرادها لحمايتنا في منزلنا ليلاً ونهاراً، وحتى الآن الحماية تقوم بحراستنا». وعما إذا كانت ترغب في العودة إلى ألمانيا بعد انتهاء إجازتها في كردستان، قالت «رغم أنني خائفة، سأعود من أجل عائلتي لأن الحياة هنا في المخيمات بؤس وشقاء، وكما قلت أفراد من الشرطة تحرسنا هناك».من جانبها، قالت الناجية شريهان رشو علي (19 عاماً) من أهالي ناحية سنوني، «لقد رأيت العذاب بعيني من (داعش). ومن يريد أن يعرف من هم (الدواعش)، ومدى الخطر الذي يشكلونه على كل البشرية فليسألنا نحن الإيزيديات».من جانبها، أوضحت أشواق حاجي ما حدث معها في ألمانيا بالقول، «لم أغادر ألمانيا إلا بعد شهر ونصف الشهر من تحقيق الشرطة الألمانية، حيث أدليت بإفادتي وبكافة المعلومات الموثقة بشأن واقعة التهديد العلني الذي تعرضت لها وفي شارع عام، وبعد أن تيقنت من أن الشرطة لم تعتقل المذكور، واكتفت بإعطائي رقم تليفون لأتصل بالشرطة عندما أرى المذكور، ويهددني مرة أخرى». وقالت «أسال جميع نساء العالم هل من امرأة أخرى ممكن أن تتحمل البقاء في مكان تتعرض فيه للتهديد المباشر والعلني، حتى أتحمل أنا تهديداً من شخص إرهابي معروف سبق وقام بشرائي وسبيي وتعذيبي واغتصابي». وتابعت: «غادرت ألمانيا بسبب شعوري بالرعب من وجود هكذا أشخاص، رغم أنني أشكر ألمانيا التي ساعدتنا كثيراً، ووفرت لنا العيش الكريم واحتضنتنا بكل إنسانية».وطالبت منظمة «روزا شنكال» لحقوق الإنسان، الحكومة الألمانية، بحماية الناجيات الإيزيديات الموجودات لديها.وبينما شكرت المنظمة، ألمانيا، على استقبالها للاجئين عامة، والناجيات الإيزيديات على وجه الخصوص، فقد ناشدتها «توفير الحماية اللازمة لهؤلاء الناجيات، خصوصاً أنهن عانين الأمرّين على يد المنظمات المتطرفة». كما ناشدتها إبداء اهتمام أكبر بقضية أشواق حجي والتحقيق مع الشخص الذي تتهمه وإعلان إجراءاتها.
مشاركة :