حذر مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة سترد «بقوة شديدة» في حال استخدمت دمشق أسلحة كيميائية في محافظة إدلب، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده لا تسعى لتغيير النظام في إيران بل سلوكه. وقال بولتون خلال مؤتمر صحافي في القدس المحتلة «نرى الآن خططا يضعها النظام السوري لاستئناف هجوم عسكري في محافظة إدلب». وتابع أنه يأمل في ان تكون ضربات أميركية سابقة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد شكلت رادعا عن استخدام أسلحة كيميائية، مضيفا «إننا قلقون بالطبع من إمكانية أن يستخدم الأسد أسلحة كيميائية مجددا». وقال «لتكن الأمور واضحة: إذا استخدم النظام السوري أسلحة كيميائية، فسنرد بقوة شديدة، ومن المستحسن بهم أن يفكروا مليا قبل اتخاذ أي قرار». تتجه الأنظار الى محافظة إدلب بشمال غرب سورية في ظل استعدادات عسكرية تقوم بها قوات النظام لشن هجوم ضد أحد آخر معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً). وبالنسبة لإيران، أكد بولتون معلقا على قرار ترامب إعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية وعلى التظاهرات التي جرت في الاشهر الأخيرة في إيران، أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام بل إلى حمله على «تغيير جذري» في سلوكه. وقال «لنكن واضحين، إن السياسة الأميركية لا تقضي بتغيير النظام، بل ما نريده هو تغيير كبير في سلوك النظام». وبرر بولتون الاحتجاجات الأخيرة بسوء إدارة مزمنة للاقتصاد الإيراني، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي الموقع مع طهران «حد» من تبعات سوء الإدارة الاقتصادية هذا. وقال إنه بعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات على إيران «رأينا مفعولا سلبيا للغاية على إيران، أعتقد حتى أنه أكثر شدة مما كنا نتوقعه». وأكد أن التظاهرات لم تكن منظمة ولم تكن نتيجة «مؤامرة». وشهدت إيران تظاهرات وإضرابات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجا على ارتفاع الأسعار والبطالة وطريقة إدارة الاقتصاد. وإذ أكد بولتون استعداده بلاده للتوصل إلى اتفاق مع النظام الإيراني، حذر بأنه إذا لم تمتثل طهران للمطالب الأميركية، فإن واشنطن ستمارس «ضغوطا قصوى على إيران لتفهم بوضوح أنها لن تحصل يوما على أسلحة نووية قابلة للاستخدام». قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن روسيا «عالقة» في سوريا وتتطلع إلى آخرين لتمويل إعادة الإعمار بعد الحرب واصفا ذلك بأنه فرصة أمام واشنطن للضغط في سبيل انسحاب القوات الإيرانية من سورية.وأضاف بولتون في مقابلة مع رويترز «مصالحنا في سورية هي استكمال تدمير دول خلافة داعش والتصدي لتهديد إرهاب داعش المستمر والقلق من وجود الفصائل والقوات الإيرانية وهذا هو ما يبقينا هناك». «سنرى ما يمكن لنا وللآخرين الاتفاق بشأنه فيما يتعلق بحل الصراع في سورية. لكن الشرط المسبق الوحيد هو سحب كل القوات الإيرانية إلى إيران».وقال بولتون إن واشنطن تملك أوراق الضغط في محادثاتها مع موسكو لأن «الروس عالقون هناك في الوقت الحالي».وأضاف «ولا أعتقد أنهم يريدون أن يظلوا عالقين هناك. أرى أن نشاطهم الدبلوماسي المحموم في أوروبا يشير إلى أنهم يودون إيجاد آخرين مثلا لتحمل تكلفة إعادة إعمار سوريا وهو ما قد ينجحون أو لا ينجحون في فعله».
مشاركة :