اتهامات التحرش الجنسي الموجهة للممثلة الإيطالية أرجنتو تضعف حملة أنا أيضا

  • 8/22/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت حملة #أنا_أيضا المناهضة للتحرش الجنسي مضطرة إلى القيام بمراجعة ذاتية، بعد اتهامات موجهة لواحدة من أبرز رموزها وهي الممثلة آسيا أرجنتو. وكشفت تقارير إعلامية أن الممثلة التي اتهمت المنتج هارفي واينستين، قد تكون هي الأخرى قد استغلت جنسيا ممثلا شابا. عادت حملة #أنا_أيضا المناهضة للتحرش الجنسي إلى الواجهة، لكن هذه المرة باتهامات وجهت إلى واحدة من مؤسساتها بالاستغلال الجنسي لممثل شاب. الممثلة الإيطالية آسيا أرجنتو كانت من أوائل اللواتي اتهمن المنتج هارفي واينستين بالاغتصاب، وهي متهمة اليوم بشراء صمت الممثل الشاب جيني بينيت مقابل مبلغ مالي. وكشفت تقارير إعلامية بأن الممثلة اعتدت جنسيا على الممثل الذي يصغرها بعشرين عاما عندما كان في سن السابعة عشرة في 2013، ثم بمحاولة شراء صمته مقابل 380 ألف دولار. كل فرد مسؤول عن تصرفاته وبعد يومين من الصمت، نفت آسيا أرجنتو التي أصبحت مهددة بالاستبعاد من النسخة الإيطالية من البرنامج التلفزيوني "إكس فاكتور" الثلاثاء هذه الاتهامات التي نشرتها الأحد صحيفة "نيويورك تايمز" استنادا إلى معلومات تقدم بها مصدر لم تسمه. وأكدت الممثلة الإيطالية في بيان أنها لم تقم "أي علاقة جنسية مع بينيت"، مقرة في الوقت عينه بأنها دفعت له المال بهدف مساعدته لكونه كان يعاني صعوبة مالية. لكن رغم هذا النفي، تمثل هذه القضية خبرا غير سار لداعمي حملة #أنا_أيضا التي تواجه منذ أشهر انتقادات لتسببها بالإطاحة بعشرات الرجال النافذين على خلفية اتهامات أكثريتها غير مثبتة قضائيا. وقد أدركت تارانا بورك وهي من مؤسسات الحركة التي منحت مجلة "تايم" القائمين عليها لقب "شخصية العام" السنة الماضية، بالخطر المترتب عن هذه القضية. وكتبت عبر "تويتر"، "الناس سيحاولون استغلال هذه القصص لضرب مصداقية الحملة، لا تسمحوا لهم بذلك" وأضافت "لا توجد ضحية نموذجية. نحن بشر غير كاملين ويجب أن نحاسب جميعنا على سلوكنا الفردي". شخصية "مضطربة"؟ كذلك دعت الممثلة روزانا أركيت وهي أيضا من اللواتي اتهمن واينستين منذ الأيام الأولى لانكشاف فضيحته، إلى اعتماد موقف متفهم إزاء أرجنتو، ملمحة إلى أن الممثلة الإيطالية قد تكون ضحية ومعتدية في آن. وكتبت عبر "تويتر"، "أعرف الكثير من ضحايا الاغتصاب والصدمات ممن لديهم سلوك جنسي مضطرب. الآثار التي يحملها هؤلاء عميقة". وتبدو هذه التعليقات مفهومة خصوصا لكون آزيا أرجنتو شخصية جدلية لها حياة شخصية معقدة. وقد تعرضت أخيرا لنكسة شخصية "مفجعة" مع انتحار شريك حياتها الطاهي ومقدم البرامج الشهير أنطوني بوردان الداعم الأول لها في كفاحها ضد واينستين. وعلقت مونيكا هيسه في مقالة عبر "واشنطن بوست" قائلة "الخلاصة المنطقية الوحيدة في هذه المرحلة هي أنه من الممكن أن يكون هذان الأمران المروعان حقيقيين في وقت واحد". وأشارت هذه الخبيرة في مسائل التمييز ضد النساء إلى الطابع المعقد لمسائل الاعتداءات الجنسية، إذ لا وجود لأي "تصنيف مبسط" لشخص ما على أنه "ضحية" أو "معتد" أو "بريء" أو "وحش". وقالت "عاقبوا أرجنتو إذا كان النظام القضائي يتطلب ذلك. اطرحوا أسئلة صعبة عن طريقة التفكير بالضحايا الذين هم في الوقت عينه معتدون. لكن لا تهتموا لتعقيدات هذه المسألة لأنها ليست بالأمر السيء (...) هذه الطريقة الوحيدة للإقرار بعدم وجود تصنيفات جاهزة في هذه القضايا بل هناك أشخاص محطمون فقط". طوق نجاة لواينستين؟ ومع أنه من المبكر جدا التكهن بحجم الأذى الذي قد تلحقه هذه المسألة بحملة #أنا_أيضا، يحاول البعض منذ الآن الاستفادة من التساؤلات الكثيرة التي أثارها. أول هؤلاء كان محامي واينستين، بن برافمان الذي أكد الاثنين أن هذه الاتهامات الجديدة بحق أرجنتو "تثبت للجميع أن الاتهامات في حق واينستين لم تخضع لتحقيق سليم". ويرى هذا المحامي الشهير في نيويورك أن هذه القضية قد تقوض ملف الادعاء ضد المنتج المتهم في مانهاتن بالاغتصاب والإرغام على ممارسة أفعال جنسية في حق ثلاث نساء. ويواجه واينستين احتمال السجن مدى الحياة. غير أن بينيت غيرشمان المدعي العام السابق وأستاذ الحقوق في جامعة بايس يرى أن برافمان يقوم بالتضليل. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن قضية أرجنتو قد "تلقي بظلالها على حملة #أنا_أيضا (...) هي مثيرة للاهتمام ومشوقة لكن لا علاقة لها البتة مع قضية واينستين"، لأن أرجنتو ليست من النساء الثلاث اللواتي استند القضاء إلى أقوالهن لتوجيه الاتهام للمنتج. وأشار غيرشمان إلى أن هذه المعلومات قد تكون لها تبعات إذا ما ثبت ضلوع أي من النساء اللواتي استند القضاء إلى أقوالهن لاتهام واينستين في مسائل مشابهة لتلك التي اتهمت بها أرجنتو. وأضاف غيرشمان "أظن أن المدعين العامين قاموا بواجبهم وتحققوا في العمق من سجل النساء اللواتي وجهن الاتهامات". وتابع قائلا "هم أساؤوا التصرف في قضية (المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك) ستروس كان" الذي اتهم باغتصاب عاملة في فندق في نيويورك العام 2011. وقد أوقف المدعي العام في هذه القضية الملاحقات في حق ستروس كان بسبب عدم إثبات صدقية الاتهام في حقه. وقال "أظن أنهم كانوا يقظين للغاية هذه المرة". فرانس 24/أ ف ب نشرت في : 22/08/2018

مشاركة :