أم يوسف عاملة النظافة: نفسي أقضي العيد الجاي في البيت

  • 8/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ينعم الكثيرون في عيد الأضحى بزيارة الأقارب أو الاستمتاع بالإجازة، ولكن على الجانب الآخر، فهناك العديد من الناس يمنعهم السعي لالتقاط الرزق من الحصول على راحة.. من بين هؤلاء أم يوسف التي يبدأ عملها من التاسعة مساء وحتى التاسعة صباحا، تتخفى في أيام العيد في عباءتها السمراء الطويلة التي انتهت أطرافها بثقوب، ويغطى رأسها حجاب بُلي من كثرة الثقوب، تسير صامتة في الليل تتنقل من منزل لآخر، ترتدي "شبشب" لا يحمي قدميها من حصى الأرض وارتفاع الحرارة، تستند بيدها اليسرى على طفلتها الصغيرة، وتحمل في يدها اليمنى أدوات كسب رزقها اليومية.تعمل أم يوسف (47 عاما) عاملة نظافة، تمسح درجات السلم في منازل متفرقة نظير خمسة جنيهات من كل شقة، تنزل من بيتها ولا تعرف بأي مكان تبدأ ومن سيوافق ومن سيرفض، تترك أمرها لله تماما كما تركت كل شيء "جوزي مات من 5 سنين وكان بيشتغل عامل ومالوش معاش ولا تأمين".الأعياد والمناسبات تعتبر مصدر رزق لها، كما تقول لصدى البلد : "فيه ستات بيطلبوا مني أساعدهم في شغل البيت كمان"، فتختبئ في ظلام الليل خلال عملها في المناسبات خشية أن يراها أحد صباحا ويحرجها أو يشفق عليها "مبحبش حد يبصلي بشفقة أو يديني فلوس من غير ما أشتغل".السيدة الأربعينية، التي رفضت التصوير، تعاني من غلاء الأسعار خاصة في الفترة الأخيرة، فهي أم لأربعة أطفال أكبرهم فتاة في الثامنة عشرة من عمرها "مخطوبة ومحدش بيساعدنا في جهازها ومش عاوزاها تتبهدل في شغل".أم يوسف، التي رفضت كتابة اسمها الحقيقي، تزوجت من رجل يكبرها بعدة أعوام، أنجبت منه أبناءها ، وبعد وفاته لم تجد من المال ما تنفقه على أبنائها خاصة أنه كان يعمل "أرزقي على باب الله ومالوش معاش"، فاضطرت للعمل بعد تخلي إخوتها عن مساعدتها، فبدأت عملها كـ "عاملة نظافة" متنقلة في أحد أحياء شبرا الخيمة.لا تتمنى أم يوسف في العيد إلا أن تقضي المتبقي من عمرها في بيتها وتستيقظ لتجد بجوارها ما يكفي من الطعام دون الحاجة للعمل لأكثر من 9 ساعات يوميا "ضهري وجسمي كله بيوجعني مبقتش مستحملة الشغل ده".

مشاركة :