شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في خطبة عيد الأضحى أمس، على أن «تشكيل حكومة ضرورة وطنية لتحقيق الاستقرار السياسي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي وعدنا به السياسيون إبان الانتخابات النيابية». وقال من مسجد لبايا في البقاع الغربي إنه «لا يجوز التسويف والمماطلة وإضاعة الوقت في تشكيل هذه الحكومة، فجوع الناس ورعاية شؤونهم وتوفير استقرارهم لا تحتمل التسويف، وما يؤسف له أن العقدة الأبرز في تعطيل التشكيل تتأتى من تدخلات أجنبية، تريد إيجاد شرخ بين المقاومة وبيئتها وتهدف إلى دفع الناس إلى الفوضى التي يتحمل مسؤوليتها من يملكون الحل والربط، فالجوع كافر والناس لن تسكت على حقوقها في العيش الكريم والاستقرار الاجتماعي والمعيشي». ودعا الشيخ الخطيب إلى «أن ننحاز إلى قضايا الناس في لبنان الذين أنهكتهم سياسة الإهمال والتسويف وإغراق البلد في الديون وفوائدها خدمة للفاسدين والمرتشين حتى بات غالبية اللبنانيين يعانون الفقر والحاجة، وإذ نبارك جهود الحريصين على مصلحة البلد ومبادراتهم المشكورة لتشكيل حكومة وطنية تعكس نتائج الانتخابات النيابية، فإننا ننوه بجهود الرئيس نبيه بري في تقريب وجهات النظر وتبنيه الخيار الوطني الذي يحفظ مصلحة لبنان التي نراها في علاقات وطيدة مع الشقيقة سورية من منطلق مصلحة لبنان في التعاون المشترك بين الدولتين لتصدير منتوجاته وتسهيل عودة اللاجئين السورين إلى بلدهم فضلاً عن مساهمة لبنان في إعادة إعمار سورية، فهي كانت ولا تزال شريكاً في محاربة الإرهابين الصهيوني والتكفيري، وهي دولة صديقة وشقيقة حليفة وجارة قريبة يربطها بلبنان علاقات أخوية بين الشعبين ومصير مشترك في مواجهة العدو الصهيوني». وحيا «تضحيات الشعب الفلسطيني في تصديه البطولي لمحاولات إخضاع إرادته للتخلي عن المقاومة ونطالب كل الفصائل والقوى الفلسطينية بنبذ الخلافات والتلاحم في خندق مواجهة الاحتلال الصهيوني». وطالب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة العيد من مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية): «بضرورة حسم موضوع الحكومة، لتأمين مصالح الناس وإنقاذ البلد، لأن تجربة الطرابيش ولعبة الإملاءات والمصالح الشخصية، ظهّرت هذا البلد مستنقعاً غارقاً بالنفايات والعتمة والسمسرة والصفقات، فكفانا قتلاً لهذا الوطن، عن طريق اللوبيات الفاسدة التي تنهش هذا البلد الصريع من دون خجل أو حياء». ودعا «المسلمين والمسيحيين في لبنان إلى التآخي والترفع وتعميق وشائج الإلفة بين الجميع، والتسامي عن الصغائر وكل المغريات المالية والمناصبية، والبحث معاً في ما ينقذ بلدنا ويجنبه ثقافة الكراهية والبغضاء، فكلنا لبنانيون وحاجتنا مسيسة لبعضنا بعـــــضاً، وشراكتنا أساسية في حفظ هذا البلد والنهوض به قوياً في مواجهة الأخطار والتحديات وتقديم كل ما يلزم من تسهيلات من أجل قيام حكومة وحدة وطنية، وبــمشاركة الجميع، تكون قادرة على بناء دولة فعلية بمؤسساتها وإداراتها وكل أجــــهزتها الأمنية والعسكرية، وتمتلك رؤية اقتصادية وإنمائية بعيداً عن ذهنيات الحصص والتقاسم وتوزيع الغنائم». ورأى «أن لعبة العالم في سورية تحولت كارثة شرق أوسطية، كما أن حرب اليمن شكلت أكبر فجيعة إنسانية، وما يجري في العراق خطأ قاتل، أما المشهد الليبي الدموي فخير دليل على ديموقراطية واشنطن والأطلسي، وليس بعيداً عنه ما يجري في سيناء، وما تكشفت عنه صفقة القرن بخصوص القدس وتهويد فلسطين، ما يفرض تشكل مجموعة عربية إسلامية تضم إيران ومصر وتركيا والسعودية، تعمل على إطفاء حرائق العداوات والخصومات، والدخول في حوار الحد الأدنى من المصالح المشتركة، لأن تجربة عقود أكدت أن أي خلاف بين هذه القوى الكبرى يعني خسارة الجميع، وأي توافق يعني حماية مصالح الجميع، ونصر على ضرورة معالجة الأزمة السورية، وتأمين العودة الآمنة للإخوة النازحين السوريين، بعيداً من كل الأجندات السياسية الإقليمية والدولية».
مشاركة :