المجتمع البحريني يتفاعل مع مصطلح «عاملة منزل» بدلا من خادمة

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أرباب بيوت يؤكدون حق العاملة في السكن والتطبيب والإجازة أخذ مفهوم «خادمة أو شغالة» يتراجع في التداول بالمجتمع البحريني وحل محله مفهوم جديد هو «عاملة منزل» وذلك تماشيا مع التوجهات العمالية والحقوقية الدولية في هذا الخصوص. تبين ذلك واضحا من خلال لقاءات أجرتها «أخبار الخليج» مع عدد من المواطنين سواء ممن لديهم أو ممن كان لديهم عاملات في بيوتهم لحقبة من الزمن، اماطوا فيه عن تفهمهم لحاجات عاملة المنزل لكونها بشرا مثلنا من جهة، ومن جهة ثانية لكونها قدمت من آلاف الأميال أو ما يعرف ببلدان تصدير العمالة الأجنبية من أجل فرصة عمل في بلد الاستخدام ومن ثم الحصول على راتب، ترسل القسم الأكبر منه لعائلتها لتنعم بعيش كريم. كما كشف عدد ممن التقينا بهم عن أنهم سمعوا بهذا التغيير، وقرأوه في الصحافة فيما ذكر آخرون عدم علمهم بذلك، أما البعض الآخر فقد سمعوا ولكنهم مازالوا منغمسين في الأجواء التقليدية والمحافظة، وحسبما أكدوا لا ينكرون لعاملة المنزل حقوقها في حصولها على الراتب في وقته (نهاية كل شهر) وتوفير مكان خاص لها للسكن مع العائلة بالمنزل ورعاية صحية لها أثناء اصابتها بحادث أو مرض وغيرها من اساسيات العمل في المؤسسات العامة أو الخاصة، مقدرين لهذه الشريحة (العاملات) دورهن في الطبخ وتربية الأطفال والاهتمام برعاية كبار السن أو بحديقة المنزل وغيرها. العمل مقابل رعاية بدأنا اولى لقاءاتنا في احد مقاهي المنامة مع أحمد عبدالله المؤمن (موظف متقاعد) والذي قال ان مفهوم (شغالة) افضل من الخادمة مع العلم ان كليهما يعمل مقابل أجر ولكن مفهوم (شغالة) أخف وطأة من مفهوم الخادمة، منوها في هذا الشأن إلى انه ليس ضد تسميتها ب(عاملة منزل) طالما أنه كرب عمل ملزم بدفع راتب شهري وتوفير رعاية صحية لها وملزم أيضا بإعطائها أجازة يوم واحد في الإسبوع شرط ان تأخذ الإجازة في البيت، وعزا عدم إعطاء العاملات حرية الخروج من البيوت اثناء إجازاتهن إلى ان هناك مافيا تعمل في البلاد تستغل العاملات الأجنبيات في هذه الأوقات، ومن هنا وجب الحذر. أؤيد عاملة منزل وكان اللقاء الثاني مع جعفر محمد عبدالله (عامل بإحدى الشركات)، افاد بأنه سمع بهذا المصطلح الجديد وهو من مؤيديه لكونه يثبت إنسانية عاملة المنزل من ناحية، ولكونه من ناحية اخرى يثبت حقوقها ضمن المعايير الدولية بشكل افضل، وهذا ما تسعى اليه النقابات العمالية والجمعيات المدنية في مملكة البحرين لتحسين وضع العاملات الأجنبية القادمة من بلدان بعيدة من أجل فرصة عمل ومن ثم لقمة العيش الكريم. وكشف ان لديه تجارب مع 3 عاملات اندونيسيات منذ 6 سنوات، عاملهن معاملة جيدة، وأعطاهن رواتبهن كاملة نهاية كل شهر حيث رحلت اثنتان منهن بسبب أمراض، والثالثة رحلت أيضا حيث لم تكن مرتاحة لمواصلة العمل وذلك حسبما ذكرت قبل طلب العودة إلى وطنها، واختتم بالتنويه بأن أيام زمان، كان يطلق على (الحارس) ناطور، أما الآن فيطلق عليه (سيكيوريتي) ويبدو لي أنه مصطلح افضل من (ناطور)، وهكذا هو حال الدنيا كل فترة من الزمن، تخرج علينا بالجديد والأفضل. تعبير عن الوعي وفي هذا السياق من اللقاءات، سألنا مواطنا بحرينيا ان يعطينا رأيه في توجه المنظمات الدولية والنقابات العمالية إلى إحلال مصطلح (عاملة منزل) بدلا من مصطلح خادمة أو شغالة، فاستجاب طالبا عدم ذكر اسمه، ان هذه التوصيفات مهم جدا توضيحها للمواطنين ووضعها في السياق الصحيح، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ان هذه التوصيفات الجديدة إنما هي عبارة عن توجه لوعي ومفهوم جديد يجب أن يأخذ دوره في تطور المجتمع البحريني الذي بات اعتماده كبيرا على العمالة في البيوت وخارجها، موضحًا أن رخص العمالة الأجنبية وراء هذا السعي الحثيث لاقتنائها في البيوت والمؤسسات مما أثر سلبا على مشاريع التوظيف والبحرنة والتركيبة السكانية وغيرها، واسترسل ان ايقونة هذا التوجه الجديد والتغيير السكاني (الديمغرافي) غير من سلوكيات المجتمع وأثر على الوعي السياسي والثقافي وحال دون دخول عمالة وطنية في سوق العمل في البحرين. المصطلح يرفع الشأن كما التقينا أيضا بـ(توفيق التاجر) موظف حكومي، وقال في هذا الصدد انه مع هذا المصطلح الجديد (عاملة منزل بدلا من خادمة أو شغالة) وذلك على أساس رفع شأن ومعنويات (عاملة المنزل) بينما نجد في مصطلح (الخادمة) به شيء من النظرة الدونية للبشر، ولم تعد النظرة الدونية مقبولة سواء في الدين الإسلامي أو في المواثيق الدولية الصادرة بعد الحرب العالمية الثانية والتي تؤكد على المساواة بين البشر. وأكد أن ذكر وتثبيت مصطلح (عاملة منزل) من قبل المنظمات الدولية، تترتب عليه حقوق الراتب والسكن والإجازة والتمريض، منوها إلى ان العاملات الفلبينيات هن افضل من غيرهن من حيث النظافة والتفهم لمطالب العمل بالمنزل بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية التي يجيدونها مما يسهل على رب المنزل سلاسة التفاهم معهن في حال حصول خلاف تليهن في ذلك العمالة الإندونيسية. مع الانفتاح المنضبط واختتمنا لقاءاتنا مع نزار الفردان (موظف حكومي) الذي قال انه مؤيد لاطلاق مصطلح (عاملة منزل) أو مدبرة منزل بدلا من (الشغالة أو الخادمة) لكنه من جانب آخر ليس مع الانفتاح الزائد عن حده للعاملات في المنازل وذلك على أساس ان تسير الأمور في الاتجاه الصحيح ولكي يعطي هذا المصطلح نتائج جيدة في المجتمع، وشدد هنا على أهمية تحديد ساعات العمل وإعطاء العاملة مجالا للراحة والعمل على توفير مكان خاص بها، مشيرًا إلى انه يوفر هذه الشروط للعاملة التي تعمل في منزله، فهي تأكل وتشرب مع عائلته، ونهتم بها حينما تتعرض لوعكة صحية بل نهتم لأن تتواصل مع اسرتها في اندونيسيا عبر الإنترنت. وقال الفردان: حاليا العاملة الموجودة لديه هي الثالثة، وقد هربت قبل فترة قريبة وذلك بالترتيب مع صديقتها، منوها إلى ان الإندونيسيات هن اكثر عمالة منزلية يهربن بالتنسيق مع رجال آخرين من الجالية البنغالية الذين يتواجدون في الأزقة وقرب البيوت في المدن والقرى. واختتم، تريد العاملة العودة إلى العمل لديه بعد ان قبضت الشرطة عليها ولكنه مازال رافضا عودتها خوفا مما لا يحمد عقباه.

مشاركة :