انتهاء لقاءات عائلات كورية فرقتها الحرب بوداع مؤثر قد يكون الأخير

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سيول (أ ف ب): بعد ثلاثة أيام من اللقاءات المؤثرة، ودع كوريون من الشمال والجنوب ينتمون إلى عائلات فرقتها الحرب منذ عقود بعضهم البعض أمس الاربعاء وهم مدركون انه قد يكون الوداع الأخير. وتفوق أعمار القسم الاكبر من المشاركين في هذه اللقاءات التي نظمت منذ يوم الاثنين في محطة جبل كومغانغ الكورية الشمالية، الثمانين عاما وقد انفصلوا عن عائلاتهم منذ نحو 70 عاما. ولا شيء يتيح أن يأملوا في مستقبل قريب في حرية التنقل في شبه الجزيرة. وصباح أمس الأربعاء، خلال اجتماع أخير قبل لحظات الوداع، غرق كيم بيونغ-اوه (88 عاما) بالبكاء عندما انضمت إليه شقيقته الأصغر منه سنا. وفيما كانت تمسك بيده قالت له «لا تبك يا أخي. لا تبك». لكن دموعه لم تتوقف، ولم تتمكن شقيقته في النهاية من حبس دموعها، وطوال عشر دقائق، تعانقا من دون أن يقولا كلمة. وقال ابن بيونغ - اوه «لم أكن أعتقد أن والدي يبكي إلى هذا الحد». وأجهش كثيرون بالبكاء عند بث إعلان في القاعة الكبرى عبر مكبرات الصوت يشير إلى انتهاء اللقاء. وقد انفصل ملايين الكوريين عن أفراد عائلاتهم بسبب الحرب من 1950 إلى 1953 التي رسخت انقسام شبه الجزيرة. ولأنه لم يتم توقيع اي معاهدة سلام، لا يزال الشمال والجنوب، تقنيا، في حالة حرب. والاتصالات المدنية ممنوعة منعا باتا، والرحلات من الجانب الآخر إلى المنطقة المنزوعة السلاح نادرة جدا وتخضع لرقابة مشددة. وبعدما استقل كل الكوريين الجنوبيين الحافلات التي ستقلهم عبر الحدود، سمح لأقربائهم الكوريين الشماليين بالخروج لوداعهم ومصافحتهم. وفيما تمسك بعضهم بأيادي اقربائهم في الحافلات، ركض آخرون إلى جانب الحافلات في وداع أخير. وقال أحدهم «الى اللقاء في بيونغ يانغ بعد إعادة التوحيد». منذ 2000، نظم الجانبان 20 سلسلة من اجتماعات العائلات، بفضل تحسن علاقاتهما الثنائية. لكن الوقت بات ضاغطا. فمن أصل 130 ألف كوري جنوبي قدموا طلبات للمشاركة في هذه الاجتماعات، لا يزال أقل من 60 ألفا منهم على قيد الحياة. وخلال اجتماعات نظمت هذه السنة، وهي الأولى خلال ثلاث سنوات، كان عميد السن بايك سونغ-كيو، في السنة الاولى بعد المائة من عمره. ويعرب كثيرون عن سعادتهم لأنهم شاركوا في هذه الاجتماعات، حتى لو انها لم تستمر سوى عشر ساعات بالإجمال. وتمكن لي بيونغ - جو، وهو كوري جنوبي في ال90 من عمره، من لقاء ابن أخ وابنة أخ، ابني شقيقه الكبير المتوفى أمس. وقال «عندما التقيتهما، تبدد كل الألم الذي كنت أشعر به طوال حياتي». وأضاف «لدي أجوبة على كل الاسئلة التي كنت أطرحها. الان، أشعر بارتياح، لقد استعدنا جذورنا». وسلسلة اللقاءات هذه تشكل دليلا اضافيا على اجواء التهدئة السائدة بين الشمال والجنوب بعد سنوات من التوتر الحاد بسبب البرامج النووية والبالستية الكورية الشمالية. وقد قرر عقد هذه اللقاءات الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون خلال قمتهما في ابريل. وتلاها في يونيو لقاء تاريخي بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مشاركة :