فرنسا نحو خطوات لصالح عائلات "الحركى".. والجزائر ترفضهم

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 56 عاماً على استقلال الجزائر يبقى ملف "الحركى" سبباً للتوتر بين الجزائر وفرنسا، وتتجه هذه الأخيرة للإعلان عن خطوات إدارية ومالية تهدف إلى استرضاء عائلات "الحركى"، وهم الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي ضد الثورة الجزائرية بين عامي 1954 و1962. سجال فرنسي-جزائري وتغامر باريس من خلال هذه الإجراءات بإغضاب الجزائر وذلك بعد أيام من ردّ طيّب زيتوني وزير المجاهدين فيها على دعوات فرنسية للسماح لـ"الحركى" بزيارة بلدهم الأم، إذ قال زيتوني: "إن الذين خانوا بلدهم لا مكان لهم فيه، وقد حسم التاريخ مصيرهم". يأتي ذلك رداً على كلام سابق لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قال فيه إن بلاده لم تهمل ملف "الحركى" الذي لا يزال في "قلب المحادثات مع الجانب الجزائري"، مؤكداً أن باريس "ستبذل ما بوسعها للحفاظ على حق الحركى في العودة إلى بلدهم". من جهته قال جمال ولد عباس الأمين العام لـ"جبهة التحرير الوطني" الجزائرية التي قادت حرب الإستقلال عن فرنسا: "إن الحركى اختاروا فرنسا وقد طُويَ ملفهم نهائياً ولا عودة إلى الوراء" بهذا الشأن. تقرير يقترح إجراءات ترضية وتضمّن تقرير من 180 صفحة بعنوان "الوطن مدين للحركى" قُدم مؤخراً إلى وزيرة الدولة لدى وزارة الدفاع الفرنسية جانفييف داريوسيك سلسلة مقترحات ستُدرس قريباً، على أن يُترك للرئيس إيمانويل ماكرون إتخاذ قرار بشأنها بمناسبة اليوم الوطني لـ"الحركى"، الذي تحتفل به فرنسا في 25 سبتمبر المقبل. ومن بين المقترحات، وعددها 56، صياغة نصّ يتبناه مجلسا الشيوخ والنواب ويتضمن اعترافاً بما قدّمه "الحركى" لفرنسا قبل وبعد تركهم لمصيرهم في مواجهة أعمال انتقامية نفذها ضدهم الثوار الجزائريون. ومن بين المقترحات أيضاً جعل تدريس حرب الجزائر إلزامياً في المناهج المدرسية ورصد مبلغ 40 مليون يورو كتعويضات مالية، وهو ما تراه الجمعيات المدافعة عن "الحركى" في فرنسا "مبلغاً سخيفاً" وتطالب بعض هذه الجمعيات بتعويضات تتراوح بين 4 مليارات و35 مليار يورو. وقالت فاطمة بيسناسي لونكو، وهي ناشطة ومؤرخة تتحدر من عائلة من "الحركى" لـ"العربية.نت" إن هؤلاء "لا يريدون صدقة بل يريدون العدالة ومضمون المقترحات المطروحة لا يحمل لهم حلاً عادلاً". وقال رشيد، الذي خدم مع الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، إنه يأسف "لأن فرنسا وبعد 56 عاماً من إنتهاء الحرب لا تعترف بما قمنا به، إعترافُها يبقى شفهياً وليس رسمياً بعد". ويروي رشيد كيف تمزّقت عائلته خلال الحرب، ويقول:"قتل الجنود الفرنسيون شقيقي الذي كان يقاتل إلى جانب الثوار وذبح الثوار أمي بسبب خدمتي مع الجيش الفرنسي، ثم اعتقل الفرنسيون شقيقتي وعذبوها بتهمة مساعدة الثوار". الأجيال الشابة من الجزائريين المولودين في فرنسا تبدو أقل تشدداً في حكمها على "الحركى" وأبنائهم من الجيل الذي عاش حرب الإستقلال، إذ قالت لـ"العربية.نت" ناصرة، وهي محامية تعمل في باريس: "لن أُصدر حكماً عليهم لأنني لم أعِش تلك المرحلة، لا أسمح لنفسي بالقول ما إذا كانوا خونة أم لا". "الحركى" بالأرقام وكانت فرنسا استقبلت 90 ألفاً من "الحركى" لدى مغادرتها الجزائر عام 1962 لكنها تركت هناك عشرات الآلاف منهم، تعرض كثيرون من بينهم لأعمال انتقام يرى معظم الجزائريين أنها كانت مشروعة لأنها استهدفت برأيهم خونة تعاونوا مع المستعمر، وشاركوه في أعمال قتل ومجازر ضد أبناء بلدهم. ويُقدّر عدد أولاد "الحركى" وأحفادهم المقيمين في فرنسا حالياً بأكثر من نصف مليون.

مشاركة :