نجاح الحج متحقق وإن رغمت أنوف

  • 8/23/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كم تمنَّى نواعق الفتن، وكم أمَّل سماسرة المحن أن يجدوا ثغرةً أو قصوراً يوظفونه للتشكيك بقدرات المملكة في هذه المهمة العظيمة، فصار الإنجاز حربةً في نحورهم، والإبداع سبباً لعجزهم وقصورهم.. أهنئ الجميع بعيد الأضحى المبارك، وأسأل الله أن يعيده على مملكتنا الحبيبة وعلى المسلمين عموماً باليمن والمسرة، كما أهنئ مملكتنا الحبيبة بنجاح موسم الحج، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسنات القائمين به ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وانتهاءً برجال الميدان من مدنيين وعسكريين، وأنتهزها فرصةً للتنويه بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وما يتعلق بهما من حج وعمرة وزيارة، فإنها جهود مباركة لا يتوقف الإبداع فيها عند حدٍّ معين، بل هناك عيون بصيرة تسهر على تطوير الخدمات المتعلقة بها، وعقول نيرة مثابرة على تسخير إمكانات التقنية الحديثة في مجال الحج، وأموال طائلة ترصد لذلك بلا تقتير ولا تضييق، وقد نتج عن كل هذا تطور مستمر إلى الأمثل دائماً، فكم من موسم تصوَّرنا بانتجازه أنه لم يبق منزع في قوس الإنجاز، ثم نرى في المواسم التالية ابتكارات أخرى تصبُّ في مصلحة الحجاج والمعتمرين مما لم نعهده من قبل، ولا يستغرب ذلك فَهِمَمُ الرجال الأكفاء وتطلعاتهم لا تقف عند حدٍّ، ولا يعتريها ملل، ولا يقعد بها كلل، وقد تضافرت تلك الهمم العالية، وانتسقت الجهود الجبارة لهذه المهمة النبيلة التي من مفاخر هذه الدولة أن اجتباها الله تعالى للقيام بها في هذا العصر الذي صارت فيه خدمة الحجاج عبئاً عظيماً نتيجة لسعة رقعة العالم الإسلامي، وتوفر وسائل النقل الحديثة مما مكَّن الأعداد الغفيرة من التوافد على المشاعر المقدسة، ولا يمكن لمثل هذه الجموع أن تؤدي عبادة واحدة في وقت واحد في رقعة محدودة جداً إلا بجهود نوعية لا تنام عيون القائمين بها، وهذا ما شرَّف الله المملكة بالقيام بها على أتم الوجوه، وأحسنها. وقد أولع بعض أعداء الأمة ممن لا همَّ له إلا استثارة المشكلات، وتأجيج سعير الأزمات، وتأليب الناس بعضهم على بعض، أولع هؤلاء بمحاولة تسييس هذه الشعيرة المقدسة محاولة منهم للنكاية بالمملكة، وتطاولاً على مكانتها المرموقة التي تبوأتها في قلوب المسلمين أينما كانوا، والباعث على ذلك حسد أشربوه في قلوبهم، وغِلٌّ يغلي في صدورهم، والغل المتوقد في النفس إنما يحترق به قلب الحسود، وقديماً قيل: اصبر على مضَض الحسودِ فإنّ صَبْرَك قاتِلُهْ فالنَّارُ تأكلُ نَفْسَهَا إن لَمْ تَجِدْ ما تأكلُهْ وما درى هؤلاء أن مساعيهم الغاشمة، وأطروحاتهم الآثمة لا تروجُ على عاقل، ولا يقبلها منطق، وأن أفعال المملكة وعنايتها بشؤون الحرمين الشريفين قامت عليها أدلة دامغة لا تدع مجالاً للتشكيك، فما هي إلا أمور محسوسة يعاينها الناس في مشارق الأرض ومغاربها، ومهما كان جنس الحاج ومذهبه وتوجهه فلو سألته منذ وطئت رجلاه هذه الأرض المباركة: هل تخشى على نفسك أو مالك أو عرضك هل رأيت مضايقات تعكر أداءك للعبادة؟ لأجاب بالنفي بلا تردد، وبالمقابل لو استنطقته لأفصح لك عن انبهاره بما رأى من خدمات لم يتوقعها، وتنظيم لم يعهده، بل حتى الحجاج الذين يتكرر منهم الحج سنوياً كأصحاب الحملات الخارجية يرصدون تطور الخدمات، واطِّراد التوسعات، وتيسُّر الأمور باستمرار، فما بعد هذا مقال لمنتقد، ولا جحدان لجاحد، ولن يتجاسر على الاستهانة بهذا إلا من أراد الله أن يفضحه على رؤوس الأشهاد بأن ابتلاه بالهذيان الذي يُسقطه من أعين الناس، وبلغ به الشقاء أنه يتمنى في قرارة نفسه لو قُدِّرَ أن يحصل حادثٌ عرضيٌّ للحجاج، ولو حصل ذلك لنفخ في ذلك وضخَّمه، ورفع به صوته متجاهلاً أن الحوادث أقدارٌ سماويةٌ ولا أحد بمنأى عنها، ولو كان في سوق حارته، فما بالك في الجموع الهائلة، وكم تمنَّى نواعق الفتن، وكم أمَّل سماسرة المحن أن يجدوا ثغرةً أو قصوراً يوظفونه للتشكيك بقدرات المملكة في هذه المهمة العظيمة، فصار الإنجاز حربةً في نحورهم، والإبداع سبباً لعجزهم وقصورهم، من أن ينطقوا بكلمة، أو يتفوهوا بعبارة تلحق بتلك الجهود عيباً أو شيناً، فَلْتَرْغَمْ أنوف الحاقدين، ولتُلْطَمْ وجوه الحاسدين، والله جل وعلا أعلم وأحكم حيث وضع خدمة الحرمين الشريفين، وزوارهما من الحجاج والمعتمرين.

مشاركة :