تشبث رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول بالسلطة اليوم الخميس رغم تخلي عدد من كبار وزرائه عنه وقال إنه لن يجري تصويتا ثانيا على زعامة حزب الأحرار الحاكم غدا الجمعة، إلا إذا تلقى خطابا موقعا من غالبية أعضائه. وخسر وزير الداخلية السابق بيتر داتون بفارق ضئيل أمام ترنبول في اقتراع على زعامة الحزب يوم الثلاثاء، وأعلن أنه سيتنافس مجددا في التصويت على زعامة حزب الأحرار، فيما ذكرت وسائل إعلام أن وزيري الخزانة والخارجية سيترشحان أيضا في حالة الدعوة للتصويت. وقال ماتياس كورمان وزير المالية أحد المؤيدين الرئيسيين لترنبول إن رئيس الوزراء لم يعد يتمتع بتأييد الغالبية في الحزب وإن داتون هو أفضل من يقود الحكومة الآن إلى الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها بحلول مايو أيار 2019. وقدم عدد من الوزراء استقالاتهم. وشهدت أزمة زعامة الحزب تعليق الحكومة لعمل البرلمان، اليوم الخميس، حتى سبتمبر/أيلول. وقال ترنبول إنه إذا تلقى خطابا يطالب بإجراء تصويت جديد موقع من 43 نائبا بحزب الأحرار فسوف يدعو إلى اجتماع للحزب ظهر يوم الجمعة الساعة (02:00 بتوقيت جرينتش). وأضاف أنه إذا جرت الموافقة على مقترح بإعلان خلو منصب رئيس الحزب فإنه لن يخوض التصويت مجددا. وذكرت وسائل إعلام أسترالية، اليوم الخميس، إن وزير الخزانة سكوت موريسون ووزيرة الخارجية جولي بيشوب سيخوضان المنافسة على زعامة الحزب في حالة الموافقة على مقترح إعلان خلو المنصب. وموريسون من مؤيدي ترنبول لكن يقال إنه يطمح منذ وقت طويل إلى تولي رئاسة الوزراء. وبيشوب وزيرة للخارجية منذ خمس سنوات تقريبا وهي نائبة رئيس حزب الأحرار منذ 2007. وأيا كان الشخص الذي سيتولى منصب رئيس الوزراء القادم لأستراليا فسوف يصبح سادس رئيس وزراء للبلاد خلال أقل من عشر سنوات. ولم يكمل أي منهم فترة ولاية كاملة في المنصب. * انقسام ليبرالي قال ترنبول إن أزمة الزعامة “تمرد داخلي” لدفع حزب الأحرار إلى تيار اليمين المتطرف. وأضاف “سعت أقلية من نواب الحزب مدعومة من آخرين من خارج البرلمان للتنمر على آخرين وترهيبهم لإحداث هذا التغيير في الزعامة”. وسعى ترنبول لإثارة شكوك في إمكانية بقاء داتون عضوا في البرلمان بعد تقارير عن أن له مصالح مالية في دور حضانة تتلقى تمويلا حكوميا. ويحظر الدستور وجود نواب ينتفعون من أموال الدولة. وقال ترنبول “لا يمكنني أن أبالغ في التأكيد على أن أي شخص يسعى ليصبح رئيسا للوزراء لاستراليا يجب أن يكون مؤهلا لعضوية البرلمان”. وزاد ترنبول الضغط على النواب المتمردين بقوله إنه سيستقيل من البرلمان إذا خسر الزعامة، الأمر الذي يهدد الحكومة التي تحظى بأغلبية بفارق مقعد واحد. وتولى ترنبول رئاسة الوزراء من خلال انقلاب بالحزب في سبتمبر/أيلول 2015. وترنبول مليونير اشتراكي ليبرالي، وبذل جهدا كبيرا لاستمالة الناخبين المحافظين وفاز بفارق بسيط في انتخابات عامة في 2016.
مشاركة :