استعمل الحجاج قديما طريقا يبدأ من الكوفة مرورا بأرض الشام وينتهى بالبيت الحرام بمكة المكرمة، واحتوى ذلك الطريق على العديد من الآثار الإسلامية الباقية، ولقد سمى ذلك الطريق بـ«درب زبيدة» نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسى هارون الرشيد، والتى ساهمت فى تعبيده وتهيئته للحجيج.وتذكر كتب التاريخ أن الخلفاء والأمراء قد اعتنوا على مر التاريخ بذلك الطريق فقاموا بتثبيت المشاعل فى جوانب الطريق إنارته، وحفروا آبار المياه التى يتزود بها الحجاج، وشيدوا البرك للاهتمام بدواب الحجاج أيضا، وبنوا أكثر من ٢٧ نقطة استراحة لراحة المسافرين عبر ذلك الطريق، فضلا عن تأمينه وإرسال الجنود فيه ليلا ونهارا لبعث الطمأنينة فى قلوب زوار بيت الله الحرام، فلا يخشون السرقة أو العطش أو التيه عبر دروب الصحراء الواسعة والقاسية.ولا تزال أطلال الدرب باقية إلى يومنا الحاضر كقيمة ثقافية وحضارية عريقة فى التاريخ، وإن الصور التى تم التقاطها لتك الآثار المتبقية فى طريق درب زبيدة تدل دلالة واضحة على مدى اهتمام وبراعة بناء تلك الأماكن هندسيا.واستخدم الطريق لنقل الحجاج من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى بيت الله الحرام، بجانب كونه قيمة تجارية للقوافل التى تتجه إلى جزيرة العرب فى طريقها إلى مكة لأداء الحج واستثمار هذه المناسبة الدينية العظيمة فى البيع والشراء.وفى عهد الملك فيصل رحمه الله حيث قامت وزارة الزراعة والمياه بترميم البرك الموجودة على الطريق للحفاظ عليه ورعايته كأثر قديم، وأيضا ليستفيد منه أهل البادية الموجودين بالقرب منه.
مشاركة :