طالت موجة الجفاف التي ضربت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط معظم الدول الأوروبية، واندلعت حرائق في اليونان والبرتغال وحتى في السويد. وبدأت بلدان الشمال تعاني في الصيف الحالي من تداعيات الجفاف فيها على تربية المواشي ورعايتها، مع انحسار مساحات العشب من ألمانيا إلى بريطانيا والسويد. بعد أن ضربت إسبانيا والبرتغال موجة جفاف وصفت بالتاريخية والطويلة الأمد أدت إلى انخفاض كبير في منسوب الأنهار واندلاع حرائق قاتلة في ظاهرة قد تصبح أكثر انتشارا بسبب تغير المناخو .طالت الموجة بلدان أوروبا الشمالية وبدأت آثارها تظهر على تربية المواشي ورعايتها بسبب انحسار مساحات العشب. للمزيد: صفحة تفاعلية: المناخ في أرقام ويقول المزارع الفرنسي جان غيوم هانكين "أبقارنا تقتات منذ منتصف تموز/يوليو على العشب الذي جمعناه في حزيران/يونيو"، وهو لا يعرف ماذا سيفعل عند حلول الشتاء. وفي السويد، أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من العشب الجاف، وتحدث اتحاد المزارعين عن "أسوأ أزمة منذ خمسين عاما". ويتوقع هارالد سفنسون المسؤول في الوكالة السويدية الحكومية للزراعة عن نقص في علف المواشي خلال الشتاء المقبل. ويقول لوكالة فرانس برس "معظم المزارعين وزعوا على مواشيهم مخزون العلف الذي ادخروه للصيف"، مشيرا إلى انحسار بنسبة 29% في إنتاج السويد من الحبوب. وفي ألمانيا، تواجه مزرعة واحدة من أصل 25 خطر الإغلاق. أما في ساكسونيا السفلى، أكبر مناطق ألمانيا الزراعية، فالقلق كبير بشأن العلف الذي تراجع إنتاجه بنسبة 40% مقارنة بالسنوات السابقة. أما في هولندا، فإن نقص العلف يقدر بما بين 40% و60%، وفقا لمنظمة "إل تي أو" للزراعة، فيما يتوقع أن تكون نسبة العجز في الحبوب 20%. ارتفاع الأثمان بعيدا عن الصورة السائدة عن المزارع البريطانية المزهرة دوما، شهدت بريطانيا في هذا العام موجة جفاف هي الأسوأ منذ ثمانين عاما. وسجل إنتاج الحليب انخفاضا كبيرا بسبب انحسار مساحات الكلأ. في فرنسا، يعاني شرق البلد من هذه الأزمة منذ مطلع تموز/يوليو، وسائر المناطق منذ مطلع آب/أغسطس مع موجة حر مطولة، وفقا لباتريك بينيزي المسؤول في اتحاد العمال الزراعيين في فرنسا. ويشبه الوضع السائد حاليا بما كان عليه في عام 2003 حين ضربت فرنسا موجة حر تاريخية. إزاء ذلك، ارتفع ثمن العلف بشكل كبير، وأرسلت حيوانات إلى الذبح قبل الأوان. في بريطانيا ازدادت وتيرة إرسال المواشي إلى المسالخ بنسبة 18% عما كانت عليه في العام الماضي. وفي ألمانيا، حيث خصصت الحكومة 340 مليون يورو من المساعدات للمربين، ارتفعت وتيرة إرسال الحيوانات إلى المسالخ بنسبة 10%، بحسب الوكالة الألمانية للزراعة والأغذية. في السويد، قررت الحكومة رصد مليار و200 مليون كرونة (117 مليون يورو) لشراء العلف وتجنيب المواشي الذبح المبكر. وفي فرنسا، يتخوف مزارعون من أن تستفيد من هذه الظروف الشركة الوحيدة التي تبيع العلف فترفع أسعارها بشكل كبير. "هجرة كثيفة" ويقول أحد المزارعين الفرنسيين "يوشك الشتاء أن يكون كارثيا...لإتمام علف المواشي ينبغي شراء الحبوب الذي ارتفعت أسعاره أصلا هذا الصيف، وسيكون إنتاج الحليب أعلى كلفة، فسنشهد ارتفاعا في الأسعار". وفي مسعى للتخفيف من حدة هذه الأزمة، وعدت المفوضية الأوروبية بتوفير مساعدات استثنائية، والسماح برعي المواشي في الأراضي المتروكة عن قصد لتجدد التربة فيها نفسها. لكن رغم كل ذلك، يقول هانكان "سيشهد قطاع تربية الماشية هجرة كثيفة منه". فرانس24/أ ف ب نشرت في : 23/08/2018
مشاركة :