يتسم أهل قطر بالتمسك بالتقاليد المتوارثة عن الأجداد في الأعياد والمناسبات الوطنية، وتجمع احتفالات المواطنين بين مزيج من الأصالة والمعاصرة المتعلقة بالطقوس الاحتفالية، خاصة في عيد الأضحى المبارك.في هذا السياق، قالت عائشة التميمي خبيرة الضيافة لـ «العرب» إن القطريين ما زالوا يحافظون على عدد من العادات والتقاليد، أبرزها تجمع العائلة بأكملها في منزل كبير العائلة في أول أيام العيد، ويتم تجهيز مائدة الغداء التي عادة تضم أنواعاً معينة من الأكلات القطرية، مثل المجبوس (البداوي)، وهو عبارة عن خروف يطبخ مع الأرز الأصفر، ويسمى بداوي، لأن كل المقادير تطبخ مع اللحم، بالإضافة إلى البلاليط والخبيصة. وأشارت إلى أن هناك العديد من الأكلات الشعبية التي تم إدخال بعض الإضافات عليها، كنوع من التحديث، فعلى سبيل المثال تُقدم الخبيصة بطريقة حديثة، مثل حبات الشوكولاتة، حتى يسهل على الجميع تناولها. وعن بعض مظاهر الاحتفال بالعيد قديماً وحديثاً، أوضحت عائشة أن «في السابق أكثر ما كان ينتظره الأطفال هو ارتداء ملابس العيد الجديدة التي كانت عادة فيها جزء حتى ولو صغير يعبر عن التراث القطري، بالإضافة إلى تناول المأكولات التي تقدم في العيد فقط، مثل: كيك العقيلي، والعصيدة، أما الأن أصبحت جميع المأكولات متاحة طوال أيام السنة، وأصبح الناس يتظاهرون بتقديم البوفيهات والطاولات الممتلئة بكل أنواع الموالح والحلويات الحديثة». وأوضحت: إن فرحة العيد أصبح لها مذاق مختلف عن السابق، ولكن يظل للجانب المادي طعم خاص بكل تفاصيله، وأن الأطفال كانوا طوال أيام العيد يذهبون للمعايدة على الأهل والجيران، ويحصلون على المعايدات النقدية، وهم يتغنون بالأغنية المعتادة (عيدكم مبارك يا أهل البيت)، وتخرج الأم في كل منزل لتعيد على الأطفال، وتقدم لهم عيديتهم من نقود، لافتة إلى أن هذه العادة لا تزال موجودة حتى الآن، ولكن الأطفال لا يذهبون بمفردهم، بل بصحبة الأب والأم. العيدية.. تقليد متوارث عن الأجداد تُعد «العيدية» -بحسب كثيرين- من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، فهي عادة قديمة توارثها الآباء والأجداد، تضفي على العيد بهجة وفرحاً، ليس فقط في قطر ولكن في الأقطار الإسلامية والعربية كافة، وهي تقليد أصيل يحرص الجميع على استمراريته وتمريره من جيل إلى آخر، كواجب اجتماعي تقليدي. كما تعد من أجمل مظاهر العيد التي يفرح بها الجميع، فهي وسيلة جيدة لتعزيز التواصل الاجتماعي وتقوية الروابط الأسرية. لـ «العيدية» عند الصغار طعم ومذاق خاص، فلا تكتمل فرحتهم بالعيد إلا بها، كما أنها تشعرهم باهتمام الكبار ورعايتهم فيزيد إحساسهم بالأمان، حيث ينتظر الصغار «العيدية» كل عيد بفارغ الصبر، بل ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه، وكيفية إنفاقه قبل العيد، واستعداداً لـ «العيدية» يحرص الآباء على توفير أوراق العملات الورقية الجديدة، حيث يحرص الآباء على التوجه إلى البنوك لاستبدال العملات الورقية ذات الفئة الكبيرة بأخرى من الفئة الصغيرة لتأمين متطلبات «عيدية» الأطفال من أبناء وبنات الأقارب والأصدقاء. الحلوى صناعة منزلية.. وتشكيلات عالمية حرص أهل قطر في السابق على صناعة الأنواع التقليدية من الحلويات منزلياً في الأعياد، مثل الرهش والعصيدة والبلاليط والحلويات الأخرى، التي كانت معروفة في قطر منذ القدم، بالإضافة إلى شراء الحلوى العُمانية والمكسرات والحلويات العادية التي توزع على الأطفال في العيد، إلا أن نوعيات الزبائن في السنوات الأخيرة تغيرت، وأصبح البعض منهم يحرص على تنويع سلة مقتنياته بإضافة ماركات عالمية من أنواع الشوكولاتة والحلويات الفرنسية والسويسرية، كما أن بعض الأمهات يعتمدن على طريقة خاصة في اختيار حلويات العيد، حيث توجد سلة للأطفال وسلة للكبار وحلويات فاخرة لكبار ضيوف المنزل، وهذا يجبرهن على طلب أنواع مختلفة لم تكن معهودة في السابق.;
مشاركة :