اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بإحراق أرشيف الأوقاف في صنعاء بما يضمه من مخطوطات ووثائق متعلقة بأموال الأوقاف والأراضي التابعة لها، في مسعى من الجماعة لطمس آثار اعتداءاتها على أموال الوقف.وكان حريق ضخم اندلع في أرشيف الأوقاف بصنعاء، الأربعاء، يرجح أنه بفعل الأيادي الحوثية، لجهة سعي الجماعة إلى إتلاف الوثائق الخاصة بممتلكات الأوقاف لتسهيل السيطرة على العقارات والأراضي الموقوفة.وبحسب شهود تحدثوا مع «الشرق الأوسط» أدى الحريق الذي التهم المبنى الذي يضم أرشيف وزارة الأوقاف في صنعاء آلاف الوثائق والمخطوطات، قبل أن تتدخل فرق الإطفاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محتويات الأرشيف الضخم.ورجحت مصادر أمنية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحريق على صلة بالصراع الذي احتدم مؤخرا بين القيادات الحوثية على أموال الأوقاف والأراضي التابعة لها، وهو ما دفع رئيس مجلس حكم الجماعة مهدي المشاط قبل أكثر من أسبوع للتدخل من أجل احتواء الخلاف وتنظيم عملية النهب من قبل ميليشياته لعقارات الأوقاف.وكانت مصادر مطلعة في صنعاء، ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن المشاط كلف مدير مكتبه القيادي في الجماعة أحمد حامد عقد اجتماع مع أقطاب الجماعة المتصارعين على أراضي الأوقاف ووضع آلية لحسم الخلاف فيما بينهم.وذكرت المصادر أن الاجتماع خلص إلى حصر مسألة التصرف في أراضي الأوقاف في صنعاء بأمر المشاط شخصيا ونزع صلاحيات القيادات المتنازعة وفي مقدمهم القيادي حمود عباد المعين أمينا للعاصمة والقيادي حنين قطينة المعين محافظا للجماعة في صنعاء.وكان قطينة وعباد أمرا بمنح مقربين منهم وقيادات أخرى في الجماعة أراضي من أموال الأوقاف للبناء عليها، وهو ما دفع المئات من عناصر الجماعة للتهافت من أجل الحصول على حصص مماثلة.وترجح المصادر أن الحريق الحوثي المفتعل في أرشيف الأوقاف هدفه الأساسي إتلاف وثائق الملكية الخاصة بالأوقاف، فضلا عن التغطية على ممارسات الجماعة غير القانونية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014.في غضون ذلك، أدانت وزارة الأوقاف في الحكومة الشرعية الحريق الحوثي المفتعل لمخازنها في صنعاء، وعدته عملا إجراميا ممنهجا من قبل عناصر الجماعة الانقلابية.وقالت الوزارة في بيان رسمي اطلعت عليه «الشرق الأوسط» إنها «تدين بشدة امتداد الأيادي الآثمة لإحراق محتويات المخازن من وثائق وملفات مهمة، معتبرة أن هذه الجرائم تضاف إلى رصيد هذه الميليشيات التي تحاول العبث بممتلكات الأوقاف بطريقة ممنهجة هدفها التغطية على انهياراتها المتسارعة في مختلف الجبهات، وخصوصا في صعدة حيث يطوق الجيش الوطني كهوف الميليشيات لضرب رأس الأفعى ورفع العلم الوطني في أعالي جبال مران».وأضاف البيان أن «عملية إحراق الوثائق والأرشيف الوطني للأوقاف يحمل في طياته نيات سيئة لخلط الأوراق بعد إقدام قيادات هذه الميليشيات المتخلفة على السيطرة على أراضي وممتلكات الأوقاف في مناطق مختلفة وبالتالي تأتي عملية إحراق مخازن الوزارة للتغطية على هذه الجرائم التي تمس بالوثائق الوطنية وممتلكات الشعب».وحذرت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية الميليشيات الحوثية «من المساس بما تبقى من المخطوطات والمستندات كما حملتها كامل المسؤولية عن هذه الأفعال التي وصفتها في بيانها بـ(الإجرامية)».ودعا البيان الحكومي الأمم المتحدة والجهات الدولية إلى إدانة الحريق المفتعل لأرشيف وزارة الأوقاف في صنعاء والضغط على الميليشيات لوقف العبث بملفات ووثائق الأوقاف وكل الممتلكات الوطنية التابعة للوزارة في مقرها بصنعاء.يشار إلى أن الجماعة الحوثية، شرعت منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في إتلاف أرشيف الدولة اليمنية والعبث بمحتوياته في جميع المؤسسات والمصالح الحكومية التي خضعت لها، في مسعى لطمس الذاكرة الوطنية الجمهورية والتأسيس لحقبة جديدة تحمل بصمتها الطائفية.
مشاركة :