سجلت الملاعب الجديدة في الرياض وجدة وحفر الباطن أرقاماً قياسية في الحضور مقارنة بسنوات أخرى، وهذه الدلالة تعني أن الملاعب الجديدة هي أهم وأكبر العوامل المحفزة لحضور الجماهير ورغبتها في الوجود خلف فرقها بشكل مستمر. تجربة مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة وتحديداً ملعب «الجوهرة المشعة»، وكيف ارتفع معها معدل الحضور وكانت جدة يومها في صدارة المدن من ناحية الحضور الجماهيري رغم وجود ثلاثي العاصمة في الرياض إلا أن تلك التحفة الفنية المميزة ساهمت بشكل كبير في تحفيز الجماهير على الحضور بصفة دائمة. التجربة ذاتها تكررت في مدينة حفر الباطن بعد منشأة الباطن الجديدة التي جعلت من محبي النادي حاضرين بكثافة وبرغبة كبيرة مع كل مباراة يخوضها «السماوي» في ملعبه مسجلين رقماً قياسياً على مستوى الحضور ومحفزين لاعبي فريقهم نحو الانتصار. آخر تلك التجارب وأحدثها تجربة الهلال مع ملعب جامعة الملك سعود والذي لم يشغر فيه مقعد حتى الآن خلال مباريات الهلال الماضية في هذه التحفة الفنية الجميلة، ساهم بشكل كبير في تحفيز الجماهير على التسابق على تذاكر ناديها وحجز المقاعد مع أول ساعات إتاحة التذاكر. بيئة الملاعب الجديدة تختلف كلياً عن تلك التي تشبع الشارع الرياضي برؤيتها لسنوات طويلة، مقاعد مختلفة ومساحات الملعب الخارجية والداخلية أصغر ومن دون مضمار مما يجعل المشجع يعيش في أجواء جديدة ويشاهد المباراة بصورة مختلفة وأكثر جاذبية ويجعله قريباً جداً من مشاهدة تحركات نجوم فريقه ومن زوايا تجعله يعود ثانية إلى ذلك المكان.. مؤشر الحضور الجماهيري المرتفع في الملاعب الجديدة يجعلنا أمام فرصة سانحة لزيادة معدلات الحضور من خلال تجديد الملاعب القديمة أو إنشاء ملاعب أخرى بديلة لها، فليس من المعقول أن المشجع سيحضر في ملعب مر على إنشاءئه أكثر من ثلاثين عاماً بعد أن يحضر في ملعب تم تأسيسه العام الماضي بمواصفات حديثة وبطراز رفيع المستوى، وبأعلى معايير الجذب والتسويق. مع زمن الخصخصة بالإمكان إتاحة الفرصة للأندية لبناء ملاعبها بالتعاون مع الشركات الراعية على غرار ملعب الأرسنال الشهير وملعب جوفنتوس الإيطالي الشهير.
مشاركة :