قطعة عظم متحجرة تثبت وقوع تزاوج بين أنواع بشرية قديمة مختلفة

  • 8/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عثر علماء على عظام متحجّرة عمرها 50 ألف سنة تُثبت حصول تزاوج وإنجاب بين نوعين منقرضين من البشر. وهذان النوعان هما «نياندرتال»، وهو جنس بشريّ يُعدّ «ابن عمّ» الإنسان المعاصر، ونوع آخر يسمّى إنسان «دينيسوفا»، وانقرض النوعان قبل عشرات آلاف السنوات. وقالت فيفيان سلون الباحثة في معهد «ماكس بلانك» والمشاركة في إعداد الدراسة «إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على ابن مباشر لوالدين ينتمي كلّ منهما لأحد هذين النوعين». ويعتقد العلماء أن هذين النوعين كانا نوعا واحداً قبل 400 ألف إلى 500 ألف سنة، ثم تفرّع هذا النوع إلى نوعين لسبب ما زال غير معلوم. وقبل حوالى 40 ألف سنة انقرض إنسان «نياندرتال»، بعدما تعايش لبعض الوقت مع أسلافنا، وكذلك انقرض إنسان «دينيسوفا» في وقت لم يحدّده العلماء بعد. ويثبت فحص الحمض النووي لإنسان «دينيسوفا» أنه ترك بصمة على جنسنا البشري «هومو سابيانس» بسبب التزاوج بين النوعين. فسكان آسيا والسكان الأصليون في أميركا يحملون جينات من إنسان «دينيسوفيا» تشكّل 1 في المئة من مجينهم، وترتفع هذه النسبة إلى 5 في المئة لدى سكان أستراليا وبعض مناطق المحيط الهادئ. وكذلك يحمل كلّ البشر اليوم، ما عدا سكان أفريقيا، جينات تعود إلى إنسان «نياندرتال» تشكّل 2 في المئة من جيناتهم، وهو ما يثبت أن هذه الأنواع اختلطت وتزاوجت في ما بينها. أما العظام المتحجّرة المكتشفة، فهي تثبت تحديداً وقوع التزاوج بين إنسان «نياندرتال» وإنسان «دينيسوفا». ويبلغ طول قطعة العظم سنتيمتراً ونصف السنتيمتر فقط، وهي كانت كفيلة بكشف تاريخ تلك العائلة المندثرة. وفي البدء عمل العلماء على تحديد ما إن كانت القطعة تعود لنوع ما من أنواع البشر القدامى، أم لحيوان. وعثر على هذه القطعة في العام 2012، في أحد كهوف سيبيريا قرب الحدود مع منغوليا. وتبيّن للعلماء أنها تعود إلى نوع بشري، وأن صاحبتها كانت أنثى عمرها دون الثالثة عشرة عاشت قبل 50 ألف عام. وأطلقوا على تلك الفتاة اسم «ديني». ولدى تحليل قطعة العظم المتحجّرة، تبيّن للعلماء أنها تحمل كرموزومات من إنسان «نياندرتال» ومن إنسان «دينيسوفا» على حد سواء. ويقول سفانت بابو الباحث في «ماكس بلانك» والمشارك أيضا في الدراسة: «ظننت في البدء أن هناك خطأ في المختبر» قبل أن يدرك الباحثون أن الفتاة هي ثمرة زواج مختلط. ويعتقد العلماء أن إنسان «نياندرتال» هاجر من أفريقيا وتوزّع بين أوروبا وغرب آسيا، فيما ارتحل إنسان «دينيسوفا» إلى شرق آسيا. ويقول بابو: «ربما لم يكن لهذين النوعين فرص كثيرة للقاء بينهما، لكن يبدو أن اللقاء بينهما كان يتمّ بشكل هادئ». ويضيف أنه «يبدو أنهم كانوا يتزاوجون في ما بينهم كثيراً، وإلا لما كنّا محظوظين» بالعثور على «ديني».

مشاركة :