أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري «لن يحرج ولن يرحل، وإن ظن بعضهم أن بإحراجه يمكنه إخراجه فهو مخطئ». واستغرب أجواء «حزب الله» التي «لا أجد لها تفسيراً عضوياً، فمنذ 4 أشهر وكأن الحزب بدأ يرتد أكثر فأكثر إلى الداخل، مع الأخذ في الاعتبار الخرقين الذين حصلا عبر الاجتماع المصوّر بالحوثيين وهجوم السيد حسن نصرالله على السعوديّة، ونحن ننتظر لنرى إلى أين سيؤدي هذا الجو، لذا لن أستعجل بالاستنتاجات فربما سببه مواقف تكتيكيّة لا أكثر». وسأل جعجع في حديث الى محطة «أم تي في» اللبنانية نصرالله: «أين تكمن المصلحة اللبنانيّة برأيه في الهجوم على السعوديّة، باعتبار أن كل خطوة نقوم بها يجب أن تقاس حتماً بالاستناد إلى هذه المصلحة». وأوضح أن «موقف «حزب الله» من مسألة إدارة الدولة والفساد لافت، لذا نحن نلتقي معهم في المسائل التي نلتقي فيها لا أكثر». وأشار الى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري «خلال لقاءاتي معه كان يقول لي دائماً إن «حزب الله» ليس بعيداً عن نظرتنا للدولة ويدعوني لفتح الحوار معهم، إلا أن الرد هو أننا لا نلتقي بالنظرة الكبيرة للبنان، وهذا هو السبب الأساس في عدم حصول أي حوار مباشر». وأكّد جعجع «أننا لسنا من معرقلي التأليف»، وقال: «بعضهم يطرح نظريات أن هناك تدخلات أجنبيّة وإقليميّة تعمل لعرقلة التأليف، فيما المشكلة تكمن في سياسة الـ»دكنجيّة» التي يعتمدها البعض إزاء حصة «القوّات اللبنانيّة» و»الحزب التقدمي الاشتراكي». والعقد التي نشهدها اليوم أسهل من تلك التي كنا نشهدها سابقاً في تأليف الحكومات، فالقضيّة محليّة تتمحور فقط حول وجود «القوّات» و»الاشتراكي» في الحكومة». وأردف: «من يعرقلون تأليف الحكومة لن يتمكنوا من العرقلة لمدّة طويلة، باعتبار أن الأكثريّة في لبنان تريد التأليف وتبعاً للشروط التي يضعها الرئيس الحريري، لذا لا أعتقد أن المسألة ستطول لأن العقدة ليست كبيرة وبمجرد القبول بتمثيل «القوّات» و»الاشتراكي» تبعاً لحجميهما فستتألف الحكومة فوراً». وشدد على أن «تفاهم معراب» يعطي لـ»القوّات» وحلفائها 6 مقاعد، إلا أن هناك من لا يريد الالتزام به كما أن حجم «القوّات» بحسب الوزير جبران باسيل هو 31 في المئة، وهذا يعني أن حصتها يجب أن تكون 5 وزراء، إلا أن الوزير باسيل لا يرضى بهذا الأمر أيضاً ويعرقل التأليف بالاستعانة بتوقيع الرئيس». وعما يشاع عن تنازل «القوّات» عن مطالبها، قال جعجع: «في حصة من 4 وزراء يجب أن يكون ضمنها وزير دولة، إلا أن الرئيس الحريري عرض علينا أن تكون لنا 4 حقائب كبيرة من أجل التخلي عن الحقيبة السياديّة وقبلنا من أجل تسهيل التأليف، إلا أنهم لم يقبلوا بإعطائنا 4 حقائب». وأضاف: «أنا لا أوافق الرئيس ميشال عون في أن معركة الرئاسة فتحت ولا أحد يحاول تحجيم الوزير باسيل، وإنما العكس تماماً هو من يحاول تحجيم الآخرين. وفي هذا الأمر أستذكر دائماً مقولة البطريرك نصرالله صفير في أن الطائف أعطانا 64 نائباً ونريد 64 نائباً، ونقول الانتخابات أعطتنا 5 وزراء ونريد 5 وزراء أو ما يوازيهم، فالتمثيل الصحيح يكمن بإعطاء 8 وزراء لتكتل العهد، 5 لـ»القوّات» ووزير لكل من «الكتائب اللبنانيّة» و»المردة» باعتبار أن هذه هي الأحجام على أرض الواقع، فلماذا التذاكي والتشاطر؟». واعتبر أن «أكثرية الفرقاء الرئيسيين في البلاد يعون خطورة الوضع في المنطقة ويتمسكون بالتسوية الرئاسيّة، وهذا ما أعرفه عن «تيار المستقبل»، «الحزب التقدمي الإشتراكي» والرئيس بري وما يمثله، لكن هناك فئة لا تجيد سوى لعبة الدكنجيّة». وتابع: «نتماهى مع الرئيس في كل السياسات الوطنيّة العريضة، ورئيس الجمهوريّة هو رئيس الجميع وليس رئيساً لـ»التيار الوطني الحر»، إلا أنهم بأدائهم هذا يقومون بتقويضه ليكون رئيس حزب صغير». وعما يشاع عن أن «حزب الله» لا يقبل في أن يحصل «القوّات» على حقيبة سياديّة، لفت جعجع إلى أن «لا مشكلة لدى الحزب في ذلك، والأمر منوط حصراً بتفاهم الرئيس المكلف ورئيس الجمهوريّة على هذا الأمر، فهم شاهدوا أداء وزراء القوّات كرجال دولة وإن كان هناك وزير خارجيّة قواتي فهو سيعمل بحسب توجهات الحكومة وليس حزب «القوّات» وهم يدركون ذلك». واعتبر «أن الدول المانحة في مؤتمر «سيدر» يطمئنها وجودنا، وأصبحت هناك قناعة لدى الرئيس الحريري بأن الحكومة من دون «القوّات» لا توازن سياسي فيها، أما بالنسبة لباقي الدول فهي تريد توازناً في حسن إدارة الدولة و»القوّات» وحدها قادرة على تأمينه». وعن علاقة لبنان مع النظام السوري، قال: «لا أرضى أن يتكلم الرئيس عون مع بشار الأسد، إذ لا داع لهذا الأمر ولا مبرّر له. صحيح أن هناك نظريات قائلة إنه يجب تطبيع العلاقات مع الحكومة السوريّة من أجل تسهيل عودة النازحين، لكن لا وجود لدولة في سورية أو حكومة هناك، فنحن نعترف بالدولة السوريّة، إلا أن السؤال هل بشار الأسد هو من يمثل الدولة السوريّة؟ وإن زار الرئيس عون سورية والتقى بشار الأسد فماذا يمكن أن تسهل هذه الزيارة في ملف عودة النازحين؟». وأشار الى أن «دول العالم لا تساعد في إعادة اعمار سورية بانتظار الحل السياسي، لأن لا سلطة معترف فيها هناك. وإن خروج القوّات الإيرانية من سورية سيرافقه خروج بشار الأسد، فمن دونها والميليشيات الإيرانيّة في سورية الوضع سينقلب رأساً على عقب لأنهم هم من غيّروا الواقع على الأرض وخروجهم يمكن أن يودي بسقوط النظام خلال أيام أو أسابيع».
مشاركة :