القاهرة - أوقفت السلطات المصرية، الخميس، المعارض السياسي معصوم مرزوق، بعد مضيّ نحو شهر من إطلاقه مبادرة دعا فيها إلى إجراء استفتاء شعبي على استمرار نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي من عدمه، وطالب المواطنين بالخروج في مظاهرات في 31 أغسطس الجاري. وكشف المحامي والحقوقي، خالد علي، في تدوينة على حسابه على “فيسبوك”، صباح الخميس، أن أسرة معصوم مرزوق أبلغته بقيام قوة كبيرة من الشرطة بمحاصرة منزله، في مدينة 6 أكتوبر، غربي القاهرة، والقبض عليه، واقتياده لمكان غير معلوم. وقال مدحت الزاهد، القيادي في الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة، ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لـ”العرب”، “إن هذه الخطوة تزيد من الاحتقان والتوتر السياسي، لأن معصوم أطلق مبادرته حين استشعر مظاهر للاحتجاج والغضب، وأراد أن يجنّب البلاد الانفجار وما يرتبط به من فوضى، محتكما لمسارات سلمية قانونية”. وأعربت الحركة المدنية الديمقراطية، في بيان لها الخميس، عن “قلقها البالغ من قيام قوة أمنية بإلقاء القبض على معصوم والباحث الاقتصادي رائد سلامة، ضمن حملة أمنية تشمل آخرين”. وأصبح معصوم، معارضا للنظام الحاكم، بعدما كان من مؤيديه إبان ثورة 30 يونيو 2013 وحتى انتخاب السيسي في رئاسته الأولى، وأيّد الكثير من خطوات الجيش. وفي منتصف العام 2016 بدأ يتبنّى أفكارا معارضة لتوجهات الرئيس المصري، وأوقفت مقالاته بجريدة الأهرام الرسمية. وأعلن في يوليو الماضي أنه سيشرع في تكوين حزب باسم “الناس الديمقراطي” يعبّر عن قطاع من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، وسيكون وكيل المؤسسين له، لكن خطوته توقفت فجأة، ولم يعلن عن أسماء المؤسسين معه. وذكر معصوم في تصريحات سابقة لـ”العرب”، أن “الذهاب باتجاه تأسيس حزب جديد يمثّل التيارات الشبابية أمر ملحّ الآن، لأنها فقدت الثقة في الأحزاب الموجودة، بسبب ضعفها”. ورأى أيضا أنّ حزبه يسعى إلى تحريك المياه الراكدة على الساحة المصرية التي شهدت عزوفا سياسيا، بسبب وجود أحزاب أغلبها يسير في ركاب الحكومة، وأقلية تتخذ مواقف معارضة لا تستطيع أن تحدث خرقا في الوضع العام. وحاول استمالة عناصر من أطياف التيار اليساري الذي ينتمي إليه، لكنه أخفق في خطوته، بل تعرّض لانتقادات من قبل بعض عناصره، واعتبروا الدعوة إلى استفتاء على السيسي، عقب إعادة انتخابه مرة ثانية ببضعة أشهر، “تفتقر للمنطق، وترمي إلى الحصول على ‘شو’ إعلامي”. وذكرت مصادر لـ”العرب”، أن مرزوق الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية المصري من قبل، يبحث عن دور سياسي، بعدما حرق جميع مراكبه مع النظام الحالي في مصر، والذي دافع عنه مرارا، وفاخر بخدمته في المؤسسة العسكرية، عندما كان ضابطا في الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973. وأوضحت المصادر، أن الدبلوماسي السابق كان ينوي الترشح في انتخابات الرئاسة الماضية، كمنافس أمام السيسي لكنه تراجع، لأسباب لم يتم الكشف عنها. ويتوقع أن يحرك القبض على معصوم المياه السياسية الراكدة في مصر.
مشاركة :