بيروت – الوكالات: اعتبر المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس الخميس أن قيادة أبو بكر البغدادي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باتت «غير مؤثرة»، وخاصة مع اقتراب «هزيمة» الجهاديين بشكل كامل. وقال شون راين خلال حوار أجراه عبر الهاتف مع صحفيين إن «البغدادي بات الآن عديم جدوى وغير فعال، لذلك نحن غير معنيين بأي تعليقات تصدر عن قيادة تنظيم الدولة الإسلامية». ويأتي ذلك غداة صدور أول تسجيل صوتي ينسب إلى زعيم التنظيم المتطرف منذ عام، والذي دعا فيه مناصريه إلى مواصلة القتال وعدم التخلي عن السلاح. ويعود آخر تسجيل صوتي للبغدادي إلى سبتمبر عام 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقًا، على وقع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي. ويعتقد مسؤولون عراقيون أن البغدادي، الذي سرت شائعات عدة حول مقتله ووضعت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، موجود في سوريا قرب الحدود العراقية. وأضاف راين: «نعتقد أن قيادته غير مؤثرة، ونحن نركز على هزيمة آخر فلول تنظيم الدولة الإسلامية، إن كان موجودًا أو لا فإن هذا لا يعني شيئًا». وفي سوريا، يوجد التنظيم المتطرف شرق نهر الفرات في جيب محدود قرب الحدود العراقية في محافظة دير الزور في شرق البلاد، كما يوجد في جيوب صغيرة في البادية (وسط). ويقع الجيب في دير الزور ضمن محور عمليات قوات سوريا الديمقراطية، ويضم بلدات رئيسية بينها هجين والسوسة، ويعد آخر المناطق التي تقاتل فيها هذه القوات التنظيم المتطرف بعدما طردته من أجزاء واسعة من شمال وشرق البلاد. وقال ريان: «لدينا مهمة هي هزيمة داعش في وادي الفرات الأدنى، وهذا ما سنقوم به»، مشيرًا إلى أن التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يضعون الخطط المناسبة استعدادًا «للمعركة الأخيرة». وأضاف ريان أن تنظيم الدولة الإسلامية بات يستخدم «آخر مقاتليه»، وفق قوله، «لذلك سيحاولون أن يتخذوا موقفًا صارمًا، يبحثون عن هجمات استعراضية تظهرهم مؤثرين في وقت أنهم تقريبًا هزموا عسكريا، باستثناء المنطقة التي نحن على وشك دخولها». وقال أيضا إن هزيمة التنظيم «تستغرق وقتا لأن التنظيم ترك وراءه مئات العبوات المتفجرة المصنعة يدويا، وهو ما يعيق التقدم». وأشار إلى أنه من بين الأولويات «إعداد المقاتلين وضمان خروج المدنيين من دون تعرضهم للأذى». إلا أن البغدادي في التسجيل الصوتي أمس الخميس قال إن «دولة الخلافة باقية وليست محصورة في هجين»، في إشارة إلى الجيب في دير الزور. وتوعد الولايات المتحدة بـ«أهوال» تفوق معارك العراق وأفغانستان. وبرغم هزائمه المتتالية، لا يزال «داعش» قادرًا على شن الهجمات بين الحين والآخر، بينها عملية واسعة في يوليو أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصًا في محافظة السويداء في جنوب سوريا.
مشاركة :