برلين - (أ ف ب): تعود عجلة الدوري الألماني في كرة القدم الى الدوران بدءا من اليوم الجمعة، على إيقاع ذكريات الخروج المرير للمنتخب من الدور الأول للمونديال، بينما يبدو بايرن ميونيخ بقيادة مدربه الجديد الكرواتي نيكو كوفاتش، مرشحا فوق العادة للقب سابع تواليا. في أواخر يونيو، هز كرة القدم الألمانية الخروج المدوي للمنتخب حامل اللقب، من الدور الأول لكأس العالم 2018, بعد أداء مخيب لم يسلم منه العديد من النجوم الذين باتوا يتحينون الفرصة للعودة وإثبات أنفسهم. من هؤلاء، لاعبون في صفوف النادي البافاري الذي توج باللقب المحلي في المواسم الستة الأخيرة، مثل توماس مولر وماتس هوميلس وجيروم بواتنغ. وقال مولر بحسب تصريحات للموقع الإلكتروني لناديه «الأمر يتعلق بكيف يمكننا أن نقدم أداء أفضل. بعد الاقصاء (من المونديال) بهذه الطريقة، تتعامل مع الفشل بشكل سيئ جدا، لأن أحدا لم يكن يتوقع ذلك». وبعد تعثر المونديال، يجد اللاعبون الألمان الدوليون أنفسهم تحت مجهر المشجعين، وأيضا مدرب المانشافت يواكيم لوف الذي يرجح أن يقوم بإجراء تعديلات واسعة على التشكيلة التي خاض بها نهائيات مونديال روسيا، ويتوقع أن يعلن قريبا عن أول تشكيلة لمرحلة ما بعد المونديال، استعدادا لاستضافة المنتخب الفرنسي بطل العالم، وذلك في الجولة الأولى من منافسات دوري الأمم الأوروبي في السادس من سبتمبر المقبل. وستتجه الأنظار إلى المباراة الافتتاحية للمرحلة الأولى من البوندسليغا مساء الجمعة، مع استضافة بايرن لهوفنهايم على ملعبه «أليانز أرينا». ويخوض بايرن منافسات هذا الموسم بقيادة كوفاتش، المدرب السابق لاينتراخت فرانكفورت، والذي تفوق على النادي البافاري في نهائي كأس ألمانيا في نهاية الموسم الماضي بنتيجة 3-1. وبدأ كوفاتش رحلته مع بايرن خلفا للمخضرم يوب هاينكس، بتقديم أداءين مختلفين: فوز عريض على فرانكفورت في مباراة الكأس السوبر الألمانية هذا الشهر (5-صفر)، وفوز صعب (1-صفر) على فريق دروخترسن/آسل من الدرجة الرابعة الأسبوع الماضي، في الدور الأول من منافسات كأس ألمانيا. ولم يعزز بايرن صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية التي تستمر حتى نهاية أغسطس الحالي، بل تخلى عن لاعبه التشيلي أرتورو فيدال لصالح برشلونة بطل إسبانيا، وسط تقارير عن احتمال أن يحذو حذوه تياغو ألكانتارا، في حين أكد رئيس النادي أوليس هونيس وجود احتمال «بنسبة 50 بالمئة» لانتقال بواتنغ إلى باريس سان جرمان بطل فرنسا. الا أن النادي البافاري ضمن على الأقل حاليا، الاحتفاظ بنجمه المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي يبدو أنه طوى صفحة رغبته بالرحيل عن الفريق، والتي كشفها وكيل أعماله بيني زاهافي أواخر مايو الماضي. وكشف ليفاندوفسكي، هداف البوندسيلغا مرتين في السنوات الثلاث الأخيرة، أن رغبته بالرحيل كانت نابعة من الانتقادات التي وجهت إليه في أواخر الموسم الماضي بعد انقطاعه عن التسجيل في عدد من المباريات. وقال في تصريحات لمجلة «سبورت بيلد» الرياضية نشرت الأربعاء «في ذلك الوقت لم أكن أشعر بأنني سعيد في ميونيخ، شعرت كما لو أنني مع بايرن منذ موسم واحد فقط ولم أقدم للنادي شيئا يذكر. لهذا فكرت بالرحيل»، مضيفا «كان الجميع تقريبا يوجه سهام الانتقاد إلي». وغمز ليفاندوفسكي من قناة هونيس والرئيس التنفيذي كارل-هاينتس رومينيغه ومسؤولين آخرين في النادي، معتبرا أنهم لم يدافعوا عنه كما يجب، مشددا في الوقت ذاته على أن «قلبي بالكامل مع بايرن. لاحظت هنا في ميونيخ كم أن المشجعين يدعمونني وأدركت إلى أي حد يرغبون ببقائي». الا أن انشغال بايرن بشؤون بيته الداخلي يستبعد أن يؤثر على أدائه محليا، حيث يفرض هيمنة مطلقة، علما أنه أنهى الموسم الماضي بفارق 21 نقطة عن شالكه الثاني. وانعكست هذه الهيمنة بشكل واضح في استطلاعات الرأي التي تسبق انطلاق منافسات الدوري لموسم 2018-2019. وبحسب استطلاع أجرته الشركة المزودة لخدمات الاتصال بالإنترنت «تي أونلاين» وشمل 2500 مشجع لكرة القدم الألمانية، أبدى 17.9 بالمئة فقط منهم اعتقادهم بأن فريقا غير بايرن سيتوج باللقب في الموسم الجديد. كما أعرب 18 بالمئة فقط من المستطلعين، عن اعتقادهم بأن البطولة ستشهد منافسة حقيقية على اللقب. ويبدو فريقا لايبزيغ وبوروسيا دورتموند الذي سيقوده هذا الموسم مدربه الجديد السويسري لوسيان فافر خلفا للنمسوي بيتر شتويغر، أبرز المرشحين لمحاولة كسر القبضة الحديد للنادي البافاري حول درع البوندسليغا. وأبرم دورتموند هذا الصيف أبرز صفقات الموسم الجديد في ألمانيا، بالتعاقد مع البلجيكي الموسم مع البلجيكي أكسل فيتسل قادما من تيانجين كوانجيان الصيني، في صفقة قدرت قيمتها بـ20 مليون يورو. وأتى انتقال فيتسل (29 عاما) بعد مساهمته في حلول منتخب بلاده في المركز الثالث في نهائيات مونديال روسيا 2018, وذلك للمرة الأولى في تاريخ «الشياطين الحمر». ويخوض دورتموند أولى مبارياته في الموسم الجديد باستضافة لايبزيغ الذي سيقوده من على رأس الإدارة الفنية مديره الرياضي السابق رالف رانييك، ويعول لايبزيغ على الثلاثي الخطر، مهاجمه الدولي الألماني تيمو فيرنر والدنماركي يوسف بولسن والسويدي إميل فورسبرغ، لتحقيق نتيجة أفضل من الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز السادس.
مشاركة :