شركة كورية جنوبية تستبدل الخام الإيراني بشحنات أوروبية

  • 8/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد مصدران في قطاع النفط أمس أن "هانوا توتال بتروكيميكال" الكورية الجنوبية تسعى إلى شراء مزيد من الشحنات الأوروبية لاستبدال إمدادات إيرانية في الوقت الذي زادت فيه وارداتها من مكثفات الولايات المتحدة وأستراليا. يتماشى ذلك التحرك مع ما تقوم به شركات تكرير النفط الأخرى في كوريا الجنوبية التي تستبدل الخام الإيراني بواردات مماثلة. وأضاف المصدران أن "الشركة المنتجة للبتروكيماويات اشترت مليون برميل من مكثفات "إيجل فورد" الأمريكية تسليم تشرين الثاني (نوفمبر)، وزادت الواردات من أستراليا حيث اشترت في الآونة الأخيرة مكثفات "وايت ستون" للتسليم في تشرين الأول (أكتوبر)". وقال أحد المصادر "إن المشتريات جزء من مساعي "هانوا توتال" لاستبدال المكثفات الإيرانية قبيل إعادة فرض عقوبات على إيران في تشرين الثاني (نوفمبر)". وعلقت شركات التكرير وإنتاج البتروكيماويات في كوريا الجنوبية شحنات النفط والمكثفات الإيرانية في تموز (يوليو)، ما أوقف الشحنات تماما للمرة الأولى في ست سنوات في ظل ضغط أمريكي لإنهاء جميع الواردات من طهران اعتبارا من تشرين الثاني (نوفمبر). في المقابل، زادت كوريا الجنوبية وارداتها من المكثفات من أستراليا وستشتري شحنتين بمقدار 650 ألف برميل من مكثفات "نورث ويست شيلف" في الشهر الجاري، وهي أكبر كمية منذ آذار (مارس) 2015 وفقا لبيانات حركة التجارة على "تومسون رويترز أيكون". وذكرت عدة مصادر تجارية أن شركات كورية جنوبية اشترت أيضا مكثفات "نورث ويست شيلف" تحميل أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر). وتؤكد مصادر أخرى في القطاع أن مصارف كورية جنوبية أوقفت مدفوعات النفط الإيراني قبيل العقوبات الأمريكية التي ستسري من تشرين الثاني (نوفمبر) على الرغم من أن سيئول ما زالت تعمل للحصول على إعفاء من واشنطن من أجل استيراد بعض النفط من إيران. وقبل الإيقاف، كانت كوريا الجنوبية أكبر مشتر لمكثفات "بارس الجنوبي" الإيرانية حيث استوردت ستة ملايين برميل منها في حزيران (يونيو) 2017. ويتنافس المنتجون، على تغطية نقص المعروض المتوقع من إيران في سوق النفط الأوروبية، من خلال ضخ إنتاج من خامات مماثلة قبل بدء سريان عقوبات أمريكية تهدف إلى وقف صادرات طهران من الخام. ويُباع الخام الإيراني بشكل رئيسي إلى شركات تكرير في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، رغم أن له زبائن أيضا في تركيا والاتحاد الأوروبي، ولا يستطيع المشترون الذين يبحثون عن بديل أن يختاروا ببساطة أي خام في السوق. وحذرت وكالة الطاقة الدولية أخيرا من أنه "مع سريان العقوبات النفطية على إيران، ومشكلات الإنتاج في مناطق أخرى، فإن الحفاظ على الإمدادات العالمية ربما يشكل تحديا قويا وسيأتي على حساب الإبقاء على طاقة احتياطية كافية كعامل وقائي، وبناء على ذلك، فربما يكون أفق السوق أقل هدوءا بكثير في تلك المرحلة، مقارنة بالوقت الحالي". وأظهرت بيانات تتبع السفن أن تدفقات النفط الإيراني إلى أوروبا هبطت منذ بداية العام 35 في المائة إلى نحو 415 ألف برميل يوميا. وقالت شركة تكرير ردا على سؤال عن الخامات التي من المرجح أن تكون بديلة للخام الإيراني، "الخام السعودي وخام البصرة وخام الأورال"، ويأتي الخامان الأخيران من العراق وروسيا على الترتيب. وزاد العراق والسعودية مجتمعين إنتاجهما النفطي بمقدار 245 ألف برميل يوميا منذ بداية العام، وخفضا سعر البيع الرسمي لخاماتهما الخفيفة إلى العملاء في آسيا. ومع وجود نحو 1.5 مليون برميل يوميا من إمدادات إيران تحت التهديد، فربما يضطر عملاؤها إلى الدفع بسخاء مقابل بدائل محتملة. ويجري تصنيف النفط بشكل رئيسي وفقا لمحتوى الكبريت، وكثافته قياسا إلى الماء، أو مؤشر الكثافة الخاص بمعهد النفط الأمريكي. وتصنف الخامات فوق 35 درجة على مؤشر الكثافة لمعهد النفط الأمريكي في الفئة "الخفيفة"، بينما تلك التي تراوح بين 25-35 درجة تعتبر في الفئة "المتوسطة"، ودون 25 درجة في الفئة "الثقيلة". والخام الخفيف أكثر سهولة وأقل تكلفة في الاستخراج والنقل، والأكثر سهولة في التكرير، أما الخامات الثقيلة، التي تحتوي على مزيد من الشوائب مثل الكبريت أو المعادن، فتتطلب معالجات إضافية لاستخلاص منتجات عالية القيمة. ومكون الكبريت ثاني مؤشر رئيسي للتصنيف. فالخام "منخفض" الكبريت يقل فيه مكون الكبريت عن 0.5 في المائة، بينما الخام "عالي" الكبريت يرتفع فيه مكون الكبريت عن هذا المستوى. والكبريت من المواد المسببة للتآكل، وتحتاج مصافي التكرير التي تستخدم قدرا أكبر من الخامات عالية الكبريت إلى مزيد من الصيانة المكثفة. ومتوسط خامات "أوبك" على مؤشر الكثافة لمعهد النفط الأمريكي عند 33، بينما متوسط الخامات الأمريكية عند 35.7، وما زال النفط الصخري، وهو الخام الأسرع نموا في الولايات المتحدة، هو الأخف. والخام الإيراني الخفيف متوسط الكبريت، وهذا يعني أن الخام الصخري الأمريكي، رغم وفرته وانخفاض تكلفته لا يصلح بديلا في حد ذاته، فمعظم المصافي حول العالم مجهزة لاستهلاك الخامات عند 32 درجة على مؤشر الكثافة لمعهد النفط، بحسب مصدر في شركة تكرير أوروبية كبرى.

مشاركة :