مصدر الصورةPAImage caption وصلت الإصابات بمرض الحصبة معدلا قياسيا في أوروبا أشار باحثون أمريكيون إلى أن قراصنة إلكترونيين روس و وحسابات مؤتمتة تستخدم بوتات (برمجيات تقوم بمهام مراقبة التفاعل على الإنترنت والبحث والتصنيف وحتى الاحتيال وسرقة البيانات) نشروا معلومات مضللة بشأن اللقاحات على موقع تويتر لخلق حالة من الاضطراب الاجتماعي فضلا عن نشر برمجيات ضارة. وقالت دراسة أمريكية إن حسابات القراصنة التي حاولت التأثير في الانتخابات الأمريكية قد نشرت أيضا تغريدات عن هذه اللقاحات. وقد نُشر العديد من الرسائل المؤيدة والمعارضة لعملية التلقيح لخلق حالة "تعادل زائف" بين الطرفين، بحسب الدراسة نفسها. وفحصت الدراسة آلاف التغريدات التي أُرسلت إلى الموقع بين 2014 و2017. ويقول مارك دريدزا من جامعة جون هوبكنز إن التلقيح استخدم في منشورات وزعها القراصنة والبرمجيات الالكترونية المعقدة (بوتات) "كقضية لإثارة الخلاف". وأضاف "إنهم بلعبهم دور طرفي الخلاف، يقللون ثقة الناس بعملية التلقيح ويعرضوننا لخطر الأمراض المعدية". وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق هذا الشهر إن حالات الحصبة في أوروبا قد ارتفعت بشكل قياسي، ويلقي الخبراء باللائمة في هذا الارتفاع على انخفاض عدد من يتلقون اللقاح المضاد للمرض. وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد الأطفال الذين يُحرمون من التلقيح لأسباب دينية أو "عقائدية"، بحسب بحث نُشر في يونيو/حزيران. وعلى الرغم من أن غالبية الأمريكيين يرون أن اللقاحات آمنة وفاعلة، إلا أن النظرة الفاحصة على موقع تويتر تعطي انطباعا مختلفا وتشير إلى أن ثمة الكثير من الجدل بشأن هذه القضية، بحسب الدراسة التي نشرت في دورية الصحة العامة الأمريكية. وقال ديفيد برونياتوفسكي من جامعة جورج واشنطن إن "نسبة مهمة من الخطاب المنشور على الإنترنت عن اللقاحات قد نجمت عن فاعلين ضارين لهم أجندات خفية متنوعة". منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الحصبة في أوروبامسؤولة أمريكية: روسيا "هاجمت إلكترونيا" 21 ولاية في الانتخاباتقراصنة روس "يخترقون محطات كهرباء أمريكية" وراجع الباحثون أكثر من 250 تغريدة عن التلقيح ارتبطت بوكالة بحوث الانترنت ومقرها في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية. وسبق أن ورد اسم هذه الوكالة ضمن لائحة اتهام أمريكية في فبراير/شباط في قضية مزاعم التدخل في الانتخابات الأمريكية. ويقول الباحثون إن تغريدات الوكالة استخدمت لغة مثيرة للاستقطاب ربطت التلقيح بتصريحات مثيرة للخلاف بشأن العرق والطبقة وشرعية الحكومة. وتقول واحدة من التغريدات التي تشكك بعملية التلقيح وذكرتها الدراسة "هل تعرف أن ثمة قاعدة بيانات حكومية سرية # التلقيح يضر طفلك # تلقيح الولايات المتحدة". وحضت تغريدة أخرى الناس على التلقيح "#تلقيح الولايات المتحدة، يمكنك أن تقضي على الحماقة. دعهم يموتون من الحصبة، أنا مع # تلقيح". مصدر الصورةSPLImage caption يعد مرض الحصبة من الأمراض شديدة العدوى وقد يفضي إلى الوفاة وفي غضون ذلك، تولت حسابات أخرى أقل تعقيدا من تلك التي يطلق عليها عادة مصطلح "ملوثات المضمون"(حسابات مؤتمتة، تعتمد على بوتات توزع برمجيات ضارة، ومحتوى تجاريا ومواد غير مرغوب فيها)، نشر رسائل مضادة للتلقيح بشكل أكثر تكرارا من معدل ما ينشره مستخدمو تويتر عادة، مستخدمة هذه الرسائل "طعما" لجعل الناس يفتحون روابط تقود إلى مواقع ضارة. وتعاني شركات وسائل التواصل الاجتماعي لإيجاد سبل لمكافحة نشر المعلومات المضللة في منصاتها. قراصنة روس ينفذون "أكبر عملية سرقة بيانات في التاريخ" وقالت شركتا فيسبوك وتويترمطلع هذا الأسبوع إنهما علقتا وألغيتا حسابات من إيران وروسيا بسبب سلوكيات "غير موثوقة" و"تضليلية". وفي يوليو/ تموز أفادت الشركة المسؤولة عن تويتر بغلق ما يصل إلى 70 مليون من الحسابات المزيفة أو المشكوك فيها. آثار صحية وعلى الرغم من دفاع العلم المستفيض والذي لا جدل فيه عن أهمية التلقيح وتحصين الأطفال مناعيا ضد الأمراض، إلا أن عددا متناميا من الآباء حول العالم يقفون بوجه تلك النصيحة الطبية بطرقهم الخاصة. ويستند البعض في قرارهم إلى بحث يفتقد إلى المصداقية قبل نحو 20 عاما ربط بشكل خاطئ بين اللقاح ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (الحميراء) والإصابة بمرض التوحد. بيد أن المسؤولين الصحيين يقولون إن عدد الناس الذين يصابون بمرض الحصبة في ارتفاع بسبب نقص التلقيح. تطعيم الأطفال ضد الحصبة إجباريا في كاليفورنيا وفي أوروبا، أصيب أكثر من 41 ألف شخص بالحصبة في النصف الأول من عام 2018، أي ضعف عدد الاصابات في مجمل العام الماضي تقريبا، وقد توفي 37 شخصا منهم. كما شهدت صربيا وأوكرانيا وجورجيا واليونان معدلات مرتفعة للإصابة بمرض الحصبة. وفي الولايات المتحدة بدا عدد الأطفال الذين استثنوا من التلقيح في إزدياد أيضا. وفي إيطاليا، صوت مجلس الشيوخ على تشريع لإلغاء القانون الذي يجعل تلقيح الأطفال إلزاميا قبل دخولهم المدرسة. وسيعني تعديل القانون أن الآباء الذين لا يلقحون أطفالهم لن يواجهوا دفع الغرامات التي كانت تفرض عليهم سابقا بسبب ذلك.