كانت الطائرات من دون طيار أو ما يعرف بالدرون، حكراً على الصناعة العسكرية إلى وقت قريب، لكن مبيعاتها ازدهرت وعرفت ارتفاعاً كبيراً لدى العامة بعد ان تنوعت استخداماتها وتحولت إلى أداة من أدوات الصحافة الحديثة. لم يكن الصحافيون في العالم يستطيعون نقل صور الحمم البركانية وهي تتقاذف من أعلى بركان ثائر، ولا صور الفيضانات ولا المظاهرات الاحتجاجية، لولا هذا النوع من الطائرات الذي سمح للصحافيين باقتحام المناطق الممنوعة، ففي استراليا تمكنت القناة التاسعة في 2011 من تصوير الموقوفين من المهاجرين غير الشرعيين في جزيرة كريستماس من خلال درون بعد ان منعتهم السلطات من التصوير. أقل كلفة يعد الدرون أقل كلفة بكثير، حيث لا يقارن ثمنه بثمن تأجير مروحية وقائدها من أجل مهمة صحافية، وبينما تستهلك المروحية 220 ليترا من الوقود، تعمل الدرون بمحرك كهربائي صغير جداً، ويقول مدير التجديد في مجلة ليكسبرس الفرنسية رافاييل لابي، ان العمل بالدرون يتطلب الكثير من المهارات، فالقناة الحكومية الاسترالية على سبيل المثال وظفت طيارا للعمل مع الصحافي، وخلال مشروع لمجلة ليكسبرس شاركت فيه 5 فرق خلال 3 شهور، تحطمت 4 طائرات من دون طيار وتمكن المختصون من تصليح واحدة فقط، ويختصر لابي العمل بالدرون في قوله «تتحكم القيادة بنسبة 60 في المئة في نجاح المهمة، بينما يتحمل الصحافي 10 في المئة وتصوير الفيديو 30 في المئة».تشريعات وقيود تعد أستراليا أول من سنّ تشريعات في 2002 تخص استخدام الدرون لأغراض صحافية لما للأمر من علاقة بالخصوصية واحترام الحياة الشخصية للأفراد، فيما لم يتم سنّ تشريعات في فرنسا إلا في 2012. وينص القانون الفرنسي وفق فريديريك دوان، مؤسس شركة هيلي بيرد التي تصور للتلفزيونات والسينما على «ان يتلقى قائد الدرون تدريباً خاصاً ويحصل على رخصة للطيران». دروس جامعية تقدم جامعتان في الولايات المتحدة لطلبتها دروساً تخص تشغيل الطائرات من دون طيار. ويقول الأستاذ في جامعة نبراسكا غاري كيبل، إن الجامعة استحدثت مختبراً للدرون الصحافي في نهاية 2011، إيماناً منها بدور الدرون في الإعلام المحلي. ويضيف «أنجزنا أول ريبورتاجاتنا عن الجفاف في نبراسكا وصعدنا إلى ارتفاع 120 مترا، وهذا هو الارتفاع المسموح به، ومن هنا يمكن للصحيفة المحلية ان تطلع القراء بوجهات نظر أخرى ومعلومات عن الحدث بطريقة سهلة وسريعة». وفي باريس تنوي إدارة تحرير مجلة ليكسبرس استكمال تجربتها باقتناء طائرات جديدة، تساعد الصحافيين على التغطية، خاصة في تغطية الحفلات الموسيقية وتنويع محتوى الموقع الإلكتروني، وفق ما أدلى به مدير التجديد في المجلة رافاييل لابي في مقابلة مع «فرنسا 24». ليست مستقبل الصحافة في عام 2016 بحثت جلسات الصحافة التي عادة ما تحتضنها مدينة تور الفرنسية مستقبل الصحافة في ظل وجود الدرون، وانتهت الى أن القيود التي تفرضها ا لتشريعات كالحصول على ترخيص وعدم الطيران تحت ارتفاع معين، تحد من استخدامات هذه الأداة. ويقول الصحافي بنيامين توركيي، ان الصحافي لا يستطيع استخدام الدرون، حين يقع حدث ما في الخارج بشكل طارئ، ويضيف «علينا ان ننتظر ما بين 5 و6 أيام للحصول على رخصة مكتوبة، لذلك يقتصر استخدام الدرون الآن على تصوير البنايات الفارغة والكوارث الطبيعية أو المناظر الطبيعية. ويبدو وفق المشاركين في هذه الجلسات ان الدرون لا تجسد أبداً مستقبل الصحافة في الكثير من الدول، إلا إذا تم فتح الفضاء الجوي للدرون، مثلما حصل في الولايات المتحدة، حتى يتمكن الصحافيون من استخدام هذه الأداة بفعالية.
مشاركة :