إطفاء المصابيح وتحطيمها!!

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العلماء هم مصابيح الهداية، ورسل الرشاد وأمناء الله في خلقه، يهدون الضال، أتاهم الله تعالى بسطة في العلم والفهم والتطبيق ونفاذ البصيرة وسعة العقل ما يكون عصمة لهم من الزلل في الرأي، والخطل (أي الفساد) في الفهم، وكشف غوامض العلوم فصدورهم أوعية المعارف، وعقولهم خزائن الحكم، يفيض منها على الناس ينبوع لا ينضب، ومعين لا يغيض (أي لا ينقص ولا يجف) وعلى مقدار كثرتهم في الأمة واسترشاد الناس بهم يكون رقيها وعزها، كما أن في قلتهم (أو القضاء عليهم) يكون انحطاط الأمة وتأخرها وانغمارها في جهالة جهلاء (وتخلف مطبق) وبموت العلماء (أو قتلهم) يخبو مصباح يضيء الحياة ويستلم سيف كان للحق (والتقدم) ماضيًا، ويهدم ركن من أركان عظمة الأمة ومجدها (وقوتها ومنعتها)، فإن لم يخلفه غيره، ظل ذلك الركن مظلمًا، واستولت من بعده على العقول (والبلاد) (التخلف) والخرافات والأوهام (الأدب النبوي، محمد الخولي - بتصرف)، ولذلك عمد أعداء الأمة إلى تجفيف منابع العلم والعلماء وإطفاء مصابيحهم وتكسيرها بالنظام التعليمي المتخلف البعيد عن الفهم والتفكير والإبداع والبحث العلمي والعناية بالعقول الفذة قاطرة الأمة نحو التقدم وبناء الحضارة وتعمير الديار بالعلم النافع والأخلاق الإسلامية العظيمة، وبفصل العلوم الكونية عن العلوم الشرعية فيتخرج عالم العلوم الكونية جاهلاً في العلوم الشرعية فتجرفه العَلمانية (بفتح العين) الكافرة والملحدة، ويخاف عالم العلوم الشرعية من أسس العلوم الكونية وهذا ما خطط له لويس التاسع عندما أسر في المنصورة بشمال دلتا مصر، وجاء نابليون بدعم من المرابين اليهود يؤكد عليه، وجاء الاستعمار بزرع بذور الجهل في المناهج التعليمية والتربوية العلمية والعملية البحثية، وعمد الأعداء إلى التقليل من شأن علماء العلوم الكونية واغتيال كل من يفلت من كماشة التخلف الاستعمارية فاغتالوا عالمة الذرة الدكتورة سميرة موسى، وعالم الجغرافيا الفذ الدكتور جمال حمدان، والدكتور سمير نجيب، والدكتور يحيى المشد والدكتور سعيد بدير والدكتور صفوت عبده والدكتور أحمد زويل، وفادي البطش وعلماء العراق وكل مصابيح التقدم، ومن المؤامرة حرمان علماء العلوم الكونية (كيمياء، أحياء، فيزياء، جيولوجيا، فلك جغرافيا) من لقب العالم بما يتنافى مع الآيات القرآنية التي رفع الله تعالى فيها من شأن علماء العلوم الكونية فقال تعالى: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (فاطر 27-28). والعلماء في الآية هم علماء الماء والسماء والنبات والجيولوجيا والإنسانيات والحيوان، وهذا ما قام الاستعمار بغسله من العقول، وغيب تاريخ العلوم الكونية من مناهج التعليم العام والتعليم الجامعي وحل محلهم علماء الغرب حتى يفقد المتعلم الثقة في أبناء الأمة الإسلامية ويقدر أبناء الغرب، وهذا ما يردده العَلمانيون (بفتح العين)، والملحدون والمذيعون والمربون وجاءت الأفلام والمسلسلات للسخرية من علماء المسلمين. وقد أكدت السنة النبوية على أهمية العلماء في حياة المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسًا، جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)، (رواه البخاري ومسلم). هذا بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية العلماء لنجاة الأمة من الجهلاء والجهل والخرافة والدجل والتخلف والوهن، وهذا ما نعانيه حاليًا بسبب التعليم المتخلف والخطط الرامية إلى القضاء على العلماء العاملين القادرين على إجلاء الأمور العلمية الكونية والشرعية، وقد نفذت الخطة الاستعمارية إلى ثقافتنا وكتبنا فألف أحدهم كتابًا قيم الطباعة عن فضل العلم قصر فيه العلم على علماء العلوم الشرعية، فقال وعلى الجملة فينبغي لطالب العلم أن يصرف همه ويوجه همته إلى علوم القرآن والسنة، فالعلم بهما هو العلم الحق، والجهل بغيرهما جهل لا يضر ونقل الشعر التالي لتدعيم منهاجه القاصر: كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه حدثنا وما سوى ذلك وساوس الشياطين إنها السياسة الدنلوبية الرامية إلى تجهيل المسلمين في العلوم الكونية فمن للزراعة يطورها، وللأسلحة المتقدمة يصنعها، وللأدوية ينتجها، ولمناهج العلوم الكونية يعدها، وللطائرات والسيارات والمصانع والسفن والملابس ينتجها؟!! وقد قسم المصطفى صلى الله عليه وسلم العلوم إلى نوعين: علم نافع وعلم غير نافع ولا ثالث لهما، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله علمًا نافعًا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) (رواه ابن ماجه وصححه الألباني). والمعلوم أن المسلم عند موته ينقطع عمله إلا من صدقة جارية وولد صالح يدعو له وعلم نافع ينتفع به، فمتى نفيق ونكف عن إطفاء المصابيح وتكسيرها بأيدينا وأيدي أعداء الأمة؟!!

مشاركة :