هاجم علماء ودعاة تطاول شيخ الفتنة يوسف القرضاوي على فريضة الحج، حيث زعم في تغريدة له أنه «ليس لله حاجة في هذا الحج»، مشيرين إلى أن هذا عين تسييس الفريضة والتلاعب بالعبادة والعبث بها. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ل«المصري اليوم»، إن أسوأ ما يتصل بالشؤون الدينية أن تسيس في المعتركات الطائفية والمذهبية خدمة للسلاطين والأمراء، ويجب على الجميع إبعاد الشؤون الدينية عن مستنقعات السياسة وتداعياتها. وأضاف «كريمة»: «يرحم الله تعالى، الإمام مالك، حينما حذر الخليفة المنصور من تغيير معالم الكعبة المشرفة لأطماع سياسية ظاهرها خدمة الدين، وقال له: لا تجعل الكعبة ألعوبة بين أيدي الحكام يأتي هذا ليزيد ويأتي هذا لينقص فتضيع مهابتها من قلوب الناس».وأوضح «كريمة» أن الحج بمواقيته الزمانية والمكانية من المعلوم من الدين بالضرورة في الإسلام مناسكه ومشاعره، قال الله تعالى عنها في سورة الحج: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»، فهي مستقرة في أهل هذه البلاد، أي السعودية من الحجابة والسقاية منذ عهد سيدنا إبراهيم إلى يوم القيامة.واستدل «كريمة» بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، لكبير بني شيبة، عن مفاتيح الكعبة يوم فتح مكة: «خذوها خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم». من جانبه، قال الشيخ علي أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، إن الحج فريضة إسلامية ولا يجوز تعطيله أو تسييسه، مشددا على أن السعودية تسخّر كافة إمكانياتها لخدمة جميع حجاج العالم من جميع الدول دون أي لون من التفرقة. وأضاف رداً على شيخ الفتنة: «ولتعلم أنت وأمثالك أن أقوالكم وادعاءاتكم وافتراءاتكم هذه عواقبها وخيمة ووبالها عائد عليكم بالخزي والعذاب والهوان والذلة في الدنيا والآخرة، واعلم يا كبير المتطرفين والإرهابيين أن تدليساتكم وتلبيساتكم قد انكشفت وأن زمانكم قد ولى وأدبر، وأنه لا مكان لكم في عالم التسامح والتعايش وزمن التوسط والاعتدال، نسأل الله أن يرد كيدكم في نحوركم ويحفظ علينا ديننا وبلادنا وأمننا وأماننا وولاة أمرنا».وقال عضو الإفتاء في منطقة القصيم الدكتور خالد بن عبدالله المصلح ل«عكاظ»: إن الله تعالى شرع كل العبادات بشتى صورها لحاجة العباد إليها، فالعباد فقراء إلى الله عز وجل وهو الغني الحميد، فتخصيص القرضاوي الحديث عن الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام ودعامة من دعائمه في ظل منع السلطات القطرية مواطنيها من الحج استعمال لهذا المعنى في غير موضعه واستثمار للمعاني الشرعية في تبرير الجنايات السياسية وصورة من صور التلبيس. من جانبه، وصف عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور إبراهيم المطلق هذه التغريدة بأنها عبث وتسييس لهذه الفريضة العظيمة، مشيرا إلى أنها تنبئ بانحراف عقدي وفكري مبني على هوى. وأضاف: هذا الكلام لا يسلّم له وإنما هو أراد بهذه التغريدة التشويش وإثارة الرأي العام . وبين عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي أن تغريدة القرضاوي لا تصلح لأن تكون مجالاً للرد لأنها مسمومة. وأضاف: هذه التغريدة هي نموذج لتسييس الحج الذي ينتهجه «نظام الحمدين» وماكينته الإعلامية الكاذبة.بدوره، قال عميد كلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية الدكتور سيف الدين العوض، لا ينبغي أن يصدر حديث كهذا وينبغي أن لا تسيس الحج هذا خلط للسياسة في الحج، وجوده في قطر سبب إيراده هذه التغريدة الغريبة ولو كان في غيرها لقال غير ذلك ولا ينبغي للفتوى أن تتغير بتغير المصالح. وأوضح نائب رئيس جمعية العلماء في باكستان الشيخ فضل علي فضل الحق، أن مثل هذا الكلام لا يصدر من رجل مسلم فكيف بمن يدعي العلم، فالتغريدة معروف مصدرها وأهدافها ولا تنطلي على أحد، نجاح الحج يثير الحاقدين والحاسدين، فهو «هاتف عملة» يقول ما يريده «الحمدين».وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محمد الفيفي: إن الأهواء تتجارى بأهلها كما يتجارى مرض القلب بصاحبه فهؤلاء يبحثون عما يفيدهم ويحقق أمنياتهم ولو كان ذلك على حساب الشريعة والعقيدة فهم لا ينظرون إلى الحق باتباعه وإنما إلى ما يخدم مصالحهم ولو استلزم ذلك أن يلووا أعناق النصوص من الآيات والأحاديث لتوافق ما هم عليه.وقال سليمان أبا الخيل: «إنا لله وإنا إليه راجعون» «يالقرضاوي»، هذا ما تفعله الإيديولوجيات والأحزاب المتطرفة والانتماءات المعادية للمملكة .وصفوا شيخ الفتنة ب «القرمطي الجديد»..يقلل من الحج من أجل «الحمدين»
مشاركة :