العملاق الألماني «سيمنز» يسحب أنشطته من إيران

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعتزم شركة سيمنز الألمانية التراجع عن أنشطتها في إيران عقب دخول العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على طهران حيز التنفيذ. وبحسب "الألمانية"، أعلنت الشركة الألمانية العملاقة للصناعات الهندسية في ميونخ أنه سيجري اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواءمة نشاط الشركة مع الشروط المتغيرة ومتعددة الأطراف في إيران، موضحة أنها ستواصل اهتمامها بالالتزام الصارم بكافة قيود التصدير وكافة اللوائح، "بما في ذلك العقوبات الثانوية الأمريكية". وأعلن ريتشارد جرينل السفير الأمريكي في ألمانيا من قبل عن خطوات الشركة في هذا الصدد. وكتب جرينل على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "سيمنز" أخبرتني أنها ستنسحب من إيران لتلبية العقوبات الأمريكية". وانسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على نحو منفرد من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عليها عقوبات مطلع آب (أغسطس) الجاري. ويتهم ترمب طهران بتمويل الإرهاب، وتستهدف العقوبات الحالية القطاع المالي، خاصة التعاملات الدولارية. ومن المنتظر أن تستهدف المرحلة الثانية من العقوبات في الخريف المقبل المنتجات الإلكترونية، وهو المجال الذي تتخصص فيه "سيمنز". وكان رالف توماس، المدير المالي للشركة، أعلن في أيار (مايو) الماضي أن "سيمنز" ستنهي الأعمال التي بدأتها في إيران طالما أن ذلك ممكن في الإطار القانوني. واتفقت الشركة في السابق على إنتاج توربينات غاز وقاطرات في إيران، وبدأت بالفعل العمل في هذا النشاط هناك، كما وقعت مذكرة إعلان نوايا بشأن تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية في إيران. وبسبب العقوبات الأمريكية على طهران، يخشى كثير من الشركات التعرض لعقوبات حال مارست نشاطا في إيران. وكانت شركة "دايملر" الألمانية لصناعة السيارات قد أعلنت من قبل تجميد خططها في إيران، كما أنهت شركة استشارات تابعة لشركة "تي سيستمز" الألمانية للاتصالات نشاطها في إيران. وأوقفت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" مشروعاتها هناك، ولا تقدم المصارف الكبيرة على تمويل صفقات متعلقة بإيران خشية العقوبات. وفي ذات الاتجاه، أوقفت الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيرويز" والخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" رحلاتهما المتوجهة إلى إيران في الشهر المقبل. وقالت كلتا الشركتين "إن خط الرحلات إلى إيران لم يعد مجزيا تجاريا"، وتسببت إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران في انخفاض كبير في قيمة الريال الإيراني، ما جعل من الصعب على الإيرانيين السفر إلى الخارج. وكانت الخطوط الجوية البريطانية بدأت بتسيير خط لرحلاتها إلى طهران قبل عامين، بعد انقطاع دام أربع سنوات. وستكون آخر رحلات الشركة من لندن إلى طهران في 22 أيلول (سبتمبر) المقبل وتعود في اليوم التالي. واعتذرت الشركة لزبائنها الذين يخططون للسفر إلى إيران بعد هذا التاريخ، وقالت "إنها تعرض تقديم تعويضات لمن تضرروا بهذا القرار أو نقلهم عبر خطوط جوية أخرى". وحولت شركة إير فرانس رحلاتها إلى إيران إلى خطوط جوية منخفضة التكاليف هي "جون أير لاين"، وقللت عدد الرحلات من ثلاث إلى واحدة في الأسبوع ابتداء من مطلع هذا الشهر، وستوقف كل الرحلات في 18 أيلول (سبتمبر). وقالت الخطوط الجوية الهولندية "كي إل إم" الشهر الماضي "إنها ستعلق رحلاتها من أمستردام إلى إيران بدءا من أيلول (سبتمبر)". ودفعت العقوبات الأمريكية عديدا من الشركات الغربية إلى التراجع في علاقاتها التجارية بإيران. وذكرت شركة الطاقة الفرنسية العملاقة "توتال"، وشركة التأمين الألمانية "أليانز" فضلا عن شركة الشحن والنقل البحري الدنماركية "ميرسك"، أنهم يستعدون لتخفيض أعمالهم في إيران. وتستهدف العقوبات الأمريكية مشتريات إيران في قطاع السيارات والنقل، فضلا عن نشاطاتها التجارية ومشترياتها من الذهب والمعادن الأساسية الأخرى. وعبر الرئيس الأمريكي غداة الإعلان عن العقوبات عن سروره، "لأن عديدا من الشركات العالمية قد أعلنت عن عزمها ترك السوق الإيرانية، وأن عديدا من الدول أشارت إلى أنها ستقلل أو تنهي استيرادها للنفط الخام الإيراني". وأضاف "نحض كل الدول على أن تتخذ مثل هذه الخطوات، لعل النظام الإيراني يواجه بوضوح خيار: إما أن يغير سلوكه المهدد والمثير لعدم الاستقرار، ويعاود الاندماج بالاقتصاد العالمي، أو يواجه استمرار مسار العزلة الاقتصادية".

مشاركة :