بطلة التنس العمانية فاطمة النبهاني تروي قصتها

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تلتقي مي رستم مع البطلة الخليجية الرائدة التي تتصدر العناوين الرئيسية للصحف الدولية. بالنسبة إلى أفضل لاعبة تنس في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تطلب الأمر أكثر من التفاني والعمل الجاد لإثبات نفسها على الساحة الدولية. كانت فاطمة النبهاني، المولودة في العاصمة العمانية مسقط، هي أول لاعبة من منطقة الخليج تدخل قائمة أفضل 100 لاعبة تنس في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى للصغار. وحصلت اللاعبة العالمية، التي تبلغ من العمر 27 عامًا الآن، على أول مضرب تنس لها وهي في الرابعة من عمرها بينما كانت تشاهد شقيقيها الأكبر، خالد ومحمد، يتدربان مع أمهم المصرية هادية. وقالت فاطمة: «يسري التنس في العائلة؛ فجدي علّم أمي كيفية اللعب عندما كانت صغيرة، وأمي علمتني وشقيقي. أتذكر أمي وهي تدرب شقيقيّ الأكبر وكنت أنتظر خارج الملعب ساعات وأتوسل إليهما أن اللعب معي أيضًا». وفي حين تعترف اللاعبة المحترفة أنها لم تجد صعوبة في العثور على ملاعب للتنس بعمان في ذلك الوقت، قررت عائلتها بناء ملعبهم الخاص ليتمكنوا من اللعب حينما يريدون. وأضافت فاطمة قائلةً: «كنت أنتظر نهاية اليوم الدراسي بفارغ الصبر فقط لأتمكن من الذهاب للتدرّب مع والدتي». وكانت أول مسابقة تشارك فيها اللاعبة على الإطلاق جزءًا من بطولة عمانية مصغرة. وتتذكر فاطمة، التي كانت في الخامسة من عمرها فقط حينها، قائلةً: «كنت أريد الفوز بهذا اللقب بشدة وفعلت كل شيء ممكن حتى لا أخسر. هذه كانت على الأرجح أسعد لحظات طفولتي». الوصول إلى الاحتراف ولكن النشأة كلاعبة تنس في عمان لها تحدياتها. واضطرت فاطمة، التي توضح أنه لم تكن هناك فئة للفتيات في معظم البطولات المحلية التي شاركت بها وهي طفلة، إلى التسجيل في فئة الفتيان. وقالت فاطمة: «كان اللعب أمام الفتيان صعبًا قليلًا، لكنني أدركت مرة أخرى ومنذ أن بدأت الفوز أنني كنت أقوى كثيرًا مما اعتقدت وأنه كان هناك مجال لتحسين أدائي بالتأكيد». واقتنصت بطلة التنس العمانية أول لقب دولي لها وهي في التاسعة من عمرها فقط، حين فازت ببطولة غرب آسيا للناشئات تحت 13 سنة، التي أُقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي عام 2000 ورغم أنها كانت أصغر لاعبة في البطولة، عادت فاطمة إلى بلادها بميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين. وكانت تلك هي اللحظة التي أدركت فيها فاطمة أنها كانت تريد المضي قدمًا وبدء مسيرة احترافية في لعبة التنس. وأجبر التدرّب أكثر من ست ساعات يوميًا لستة أيام أسبوعيًا اللاعبة على الالتحاق بنظام التعليم المنزلي في الصف التاسع. وقالت فاطمة: «عندما تحولت إلى نظام التعليم المنزلي، كان من الأسهل بكثير أن أوازن بين دراستي وممارسة التنس. كان أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو كوني لاعبة التنس الوحيدة في عمان التي تطمح أن تكون رياضية محترفة، إذ لم يكن الأمر مألوفًا في البلاد، ولم يكن لديّ رفقاء في التدريب أو نظام دعم احترافي عندما بدأت الأمر». وفي سن الثالثة عشرة سافرت فاطمة إلى الخارج للانتظام في معسكرات تدريبية مختلفة رفقة والدتها، التي تُعد مدربتها أيضًا، لتصبح جزءًا من مجتمع رياضي محترف أكبر. وكان تحقيق التوازن الصحيح بين ممارسة التنس والدراسة يعني أن اللاعبة الصغيرة كانت بحاجة إلى إيجاد أساليب أخرى للاسترخاء. وتابعت فاطمة قائلة: «عندما كنت أصغر سنًا، كنت أذهب عادةً للصيد أو للتنزه على الشاطئ؛ فعمان لديها شواطئ جميلة في كل مكان وكان ذلك كافيًا لي للحفاظ على صفاء ذهني. عندما أصبحت أكبر سنًا، وخاصةً في الآونة الأخيرة، وقعت في حب رياضة الرماية والصيد. ومن يعلم، ربما تكون هذه رياضتي الجديدة». وبالنظر إلى المستقبل، تعتقد لاعبة التنس المحترفة أن المفاهيم تتغير، وأن عمان ومنطقة الشرق الأوسط أصبحت تحتفي بمواهبها النسائية الشابة في الوقت الحالي. وتهدف فاطمة، التي صُنِفت في السابق ضمن أفضل 100 لاعبة في العالم، إلى استعادة لقبها مرة أخرى وتبذل كل ما في وسعها للمشاركة في بطولات الجراند سلام الكبرى. واختتمت فاطمة حديثها قائلةً: «ليس هناك شيء أبعد من متناولك إذا كنت تسعى لتحقيق أهداف كبيرة وتعمل لذلك. ولا ينبغي لأي شيء في هذا العالم أن يمنع أحدًا من تحقيق أحلامه والقيام بأفضل ما يفعله. العالم العربي يتغير وحان وقتنا الآن».

مشاركة :