عون يجد في التطبيع مع الأسد مصلحة للبنان

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - تعتبر دوائر سياسية لبنانية أن مقاربة الرئيس ميشال عون لسياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وبخاصة عن الصراع في الجارة سوريا محكومة برؤية حليفه حزب الله والمحور الإقليمي الذي ينتمي إليه. وتشير هذه الدوائر إلى أن عون أفرغ مفهوم النأي بالنفس الذي نص عليه اتفاق التسوية الرئاسية من مضمونه وحوّله إلى مفهوم فضفاض يحمل الشيء ونقيضه، عبر محاولته التسويق إلى أنّ النأي بلبنان هو عن الصراع في سوريا وليس عن مصلحة البلد التي يجدها في عودة التطبيع مع دمشق. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، إن “النأي بالنفس لا يعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضر بأيّ من الدول العربية”. كلام عون جاء خلال لقائه وفدا من الجالية اللبنانية في دول الخليج العربي عادوا إلى لبنان لتمضية عطلة الصيف مع عائلاتهم، بحسب بيان للرئاسة. وتساءل “هل من متضرر إذا عاد النازحون إلى سوريا؟ وهل هناك من يتأذى إذا مرت منتجاتنا اللبنانية عبر معبر نصيب (السوري الحدودي مع الأردن)؟”. وعادت مؤخرا 6 دفعات من اللاجئين السوريين المتواجدين في لبنان إلى أراضيهم، ضمن نظام “العودة الطوعية”، بالتنسيق بين السلطات اللبنانية والنظام السوري، من دون وجود أي أرقام رسمية حول أعدادهم. ويقدر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بقرابة المليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون. ميشال عون أفرغ مفهوم النأي بالنفس الذي نص عليه اتفاق التسوية من مضمونه وحوله إلى مفهوم فضفاض ومع سيطرة القوات الحكومية السورية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، عاد الحديث في لبنان عن إمكانية إعادة تصدير المنتجات والبضائع اللبنانية عبر هذا المعبر الذي كان قبل اندلاع الحرب الشريان الحيوي الأساسي لمرور الصادرات اللبنانية تجاه أغلب الدول العربية لا سيما الخليجية منها. وتابع عون بحسب البيان، “نحن نحافظ على مصالحنا ونعمل على تحقيقها من دون أن يتأذى بذلك أحد”. وأضاف أن لبنان “لا يمكنه أن ينحاز في أي صراع لأي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى”. ومع أن الهدف من “النأي بالنفس” هو إبقاء لبنان بعيدا عن الصراعات الإقليمية، إلا أن قتال حزب الله المشارك في الحكومة دعما لنظام بشار الأسد يسبب تآكل هذه السياسة. ويوفر حلفاء حزب الله وعلى رأسهم الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري غطاء لاستمرار هذا التدخل. ويقود اليوم حزب عون (التيار الوطني الحر) جهودا سياسية لإعادة التطبيع مع نظام الأسد تارة من بوابة تسهيل عودة النازحين وطورا من باب إنعاش الوضع الاقتصادي، وبلغ الأمر حد إعاقة تشكيل الحكومة، لابتزاز الرئيس المكلف سعد الحريري بالقبول بالأمر الواقع، بيد أن الأخير يبدو مصمما على رفض هذا الابتزاز. وقال الحريري مؤخرا “إذا كان الآخرون يصرون على عودة العلاقات مع سوريا من باب فتح معبر نصيب، ساعتها لن تتشكل الحكومة”. ويرى مراقبون أن حزب الله وعون لا يبدوان في وارد التخلي عن ضغوطهما وقد يقدمان على المزيد من الخطوات للدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع دمشق، ولا يستبعد هؤلاء أن ينزل عون قريبا ضيفا في قصر المهاجرين.

مشاركة :