قالت وكالة «بلومبيرج» الاقتصادية إن تجميد السعودية الأسبوع الماضي الطرح العام الأولي لجزء من شركة أرامكو، يمثل الفشل الأهم والأحدث في خطط ولي العهد محمد بن سلمان ورؤيته المزعومة المسماة 2030، إذ من المرجح أن يتسبب التجميد في إيقاف المستثمرين عن الخوض في اتفاقات أخرى تعتمد على الالتزامات الحكومية. وأضافت الوكالة الأميركية، في تقرير لها، أن عملية بيع جزء من «أرامكو» كانت من المفترض أن تدعم الخطة الكبيرة لبن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل المملكة من دولة نفطية معزولة إلى اقتصاد القرن الـ 21، مشيراً إلى أن طرح «أرامكو» للبيع في البورصات الخارجية سيعرّض أهم شركة سعودية لتدقيق الأسواق العالمية.وتابعت أنه وبدلاً من أن يكون بيع أرامكو علامة على نقطة تحول لأحد أهم المشروعات الاقتصادية طموحاً في التاريخ، فإنها باتت معلماً يبرز تقلب وعدم القابلية للتوقع في السعودية، تحت قيادة شاب ركز كل السلطات في يديه قبل عام عندما صار ولياً للعهد. ونقلت «بلومبيرج» عن د. جيمس دورسي خبير شؤون الشرق الأوسط، قوله إن تأجيل طرح أرامكو للبيع يعتبر ضربة رمزية ونفسية، ضمن سلسلة من كوارث علاقات عامة ضربت السعودية في الفترة الأخيرة وتبعد مناخ الثقة عنها. ورأى دوروسي إن بن سلمان كان جيداً في خلق التوقعات لكنه فشل في إدارة العملية. وذكرت الوكالة أنه من غير الواضح ماهية الأسباب الحقيقة حول تجميد الطرح بالضبط، لكنه أشار إلى شكوك حول عملية تقييم الشركة كأحد الأسباب الرئيسية. وأضافت أن بن سلمان اعتبر أن قيمة أرامكو يجب ألا تقل عن تريليوني دولار، وهو رقم يراه بعض المحللين مرتفعاً جداً بالنسبة لما هو معروف عن العمليات التشغيلية للشركة، وأن طرح السعوديين لأسهم الشركة بسعر منخفض ربما كان سيمثل إحراجاً كبيراً لهم. وأشارت الوكالة إلى أن هناك تراجعاً بالفعل في ثقة المستثمرين في السعودية، إذ انخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمقدار 81% عام 2017. وحول عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة المحافظة، لفتت إلى أن تغيير بن سلمان للملكة يصاحبه قمع قاسي للمعارضة، فضلاً عن تعثر الإصلاحات المهمة مثل خطة رفع الدعم عن الطاقة، وأن ولي عهد السعودية من الواضح أنه سيواصل إثارة الأمور في السياسة الخارجية، مع استمرار حصار قطر وتصعيد الأزمة مع كندا. وفي هذه النقطة يرى د. دورسي أن بن سلمان يحتاج إلى القيام بشيء يثبت به مقدرته على الزعامة، لكنه فشل حتى الآن في إثبات ذلك، من خلال عجزه عن استرداد الثقة في المملكة.;
مشاركة :