انتخابات إسرائيل .. نتنياهو يوظف القدس وليبرمان يغير جلده

  • 12/25/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

زج رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقدس العربية في المعركة الانتخابية زاعمًا أنها ستبقى موحدة وتحت السيطرة الإسرائيلية متهمًا منافسيه باستعدادهم للتفريط فيها. ويسعى نتنياهو إلى تحويل المعركة الانتخابية إلى منافسة بين معسكر اليسار ومعسكر اليمين على قضايا سياسية، واللعب على وتر التطرف الذي يجتاح المجتمع الإسرائيلي، وهو المكان الذي يبرع فيه ولا يمكن لمنافسيه مجاراته به. وسعى نتنياهو يوم أمس إلى تصوير منافسيه: رئيس حزب العمل يتسحاك هرتسوغ، ورئيسة حزب «هتنوعا» الذين شكلا سويًا معسكرًا يحمل اسم «المعسكر الصهيوني» لعدم وصمهما باليسار بأنهما مستعدان لمنح القدس الشرقية للفلسطينيين في إطار اتفاق سياسي. وقال نتنياهو خلال مراسم إشعال شمعة بمناسبة عيد الأنوار اليهودي في ساحة الحائط الغربي للحرم القدسي: «الجبل سيبقى بأيدينا، القدس كلها ستبقى بأيدينا، موحدة إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية». ووجه انتقادات لهرتسوغ وليفني دون أن يذكرهما: «سمعت أن أحدهم، إحداهن يعرب عن استعداده لمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس. سمعت أحدهم، إحداهن، يقول: إن الجبل سيبقى بأيدينا، كيف سيبقى بأيدينا؟ كجيب في المنطقة الفلسطينية؟ وكيف سنصل إليه؟ بقوافل، بالطائرات العامودية، بالمدرعات؟ لم نعد إلى الجبل بعد ألفي عام كي نصل إليه بالمدرعات. ورد هرتسوغ وليفني على نتنياهو بالقول: «مرة أخرى يستغل نتنياهو القدس للمناكفة، والجمهور فقد الثقة بنتنياهو ونحن سنستبدله». وكان هرتسوغ وليفني شاركا في مراسم احتفالية بتوسيع ساحة الحائط الغربي، وقالت ليفني: إن السيادة الإسرائيلية هنا في هذا المكان في القدس هي تعبير عن الرابط التاريخي بين الشعب وأرضه والتي تحققت بفرض السيادة على القدس. هذا المكان الذي نحن فيه موحدون، وهكذا سنبقى، في هذا المكان المقدس والتاريخي، المكان الذي نحن متعلقون به في أعماق روحنا سيبقى تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد. ويواصل وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان محاولة الخروج من صورته اليمينية المتطرفة، والتظاهر بأنه براغماتي، ويقرأ الخارطة السياسية بشكل مغاير لصورة اليميني المتطرف التي التصقت به طوال سنوات، بفعل تصريحاته وممارساته العدوانية للشعب الفلسطيني وللمواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل. وتجلت آخر تقليعات ليبرمان هذه أمس عندما حذر من تدهور العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي في غياب اتفاق سياسي مع الفلسطينيين الأمر الذي من شأنه إلحاق ضربة بالغة بالاقتصاد الإسرائيلي. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن ليبرمان قوله: «إذا لم نبادر فسنصل إلى تسونامي سياسي». كما وجه ليبرمان الذي يقوم بـ«تغيير جلده» في محاولة لكسب أصوات الناخبين انتقادًا شديدًا لنتنياهو وادعى أن توجهه السياسي الذي يكرس الوضع الراهن مني بالفشل. وكان ليبرمان يتحدث خلال اجتماع مغلق عقده النادي الصناعي- الأكاديمي في جامعة تل أبيب بحضور عشرات رجال الأعمال الكبار وعميد بنك إسرائيل السابق يعقوب فرانكل، وعدد من أصحاب الشركات الاقتصادية الرائدة في إسرائيل. وعرض ليبرمان توجهًا أكثر براغماتية إزاء الاتحاد الأوروبي، مقارنة بنتنياهو الذي هاجم الاتحاد الاوروبي، الأسبوع الماضي على خلفية اعتراف برلمانه بالدولة الفلسطينية. وأكد ليبرمان أهمية العلاقات مع أوروبا والضرر الكبير الذي سيصيب إسرائيل إذا لم يتم دفع اتفاق سياسي، وألمح إلى أن استمرار الجمود السياسي يمكنه أن يقود إلى فرض عقوبات اقتصادية من جانب الاتحاد الأوروبي، كتلك المفروضة على روسيا منذ اجتياح قواتها لأوكرانيا واحتلال شبه جزيرة القرم، وقال: «يتحتم علينا التوصل إلى اتفاق سياسي، ليس بسبب الفلسطينيين أو العرب، وإنما بسبب اليهود، فهذا يعتبر مهمًا بالنسبة لعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولمن لا يعرف فإن الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق لنا، من ناحية الصادرات وكذلك من ناحية الواردات». وفي رده على سؤال وجهه إليه أحد الحضور انتقد ليبرمان سلوك نتنياهو السياسي أمام الفلسطينيين، وقال: «اليوم لا يتم عمل شيء. هناك وضع راهن، نشد إلى هناك وإلى هناك، خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء، لا توجد مبادرة، أنا أؤيد المبادرة، يتحتم المبادرة لأنه عندما لا نبادر نخسر. هذا التوجه (الذي يقوده نتنياهو) مني بالفشل. أحترم نتنياهو لكن التوجه الذي أعرضه الآن أفضل في هذه المرحلة». وانتقد ليبرمان خطة وزير الاقتصاد ورئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينت لضم الضفة، وقال: «هناك مفهوم بينت، لكن هذا يعني دولة واحدة ثنائية القومية. إنه يقول: لن نتخلى عن أي شبر ولن نتوصل إلى أي تسوية، وهذا يعني حدوث أزمة مع العرب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. أنا لا أريد دولة واحدة للشعبين، أنا أريد دولة يهودية قوية». كما انتقد ليبرمان توجه رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، وقال: «إنه يدعو إلى الاتفاق مع الفلسطينيين بكل ثمن. لا يوجد شيء اسمه بكل ثمن. لا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين فقط، هناك استعداد لاتفاق إقليمي»، وعندما سئل عن إخلاء المستوطنات كجزء من الاتفاق، قال: «إن مسالة الإقليم قابلة للحل»، وأضاف «إن حدود إسرائيل يجب أن تشمل كل الكتل الاستيطانية الكبيرة». وانتقد ليبرمان طريقة إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، كما انتقد الوزراء الذين هاجموا القيادة الأمريكية، وقال: «عليهم جميعًا أن يفهموا حجمنا الطبيعي، وكيف تدار الأمور أمام الأصدقاء حتى عندما لا يسود الاتفاق بيننا». قضائيًا سمحت سلطات الاحتلال لوسائل الإعلام بالنشر عن قضية فساد كبيرة جدًا تورط فيها 30 من كبار المسؤولين الإسرائيليين في مؤسسات إسرائيلية، تم استدعاؤهم للتحقيق وأجريت عمليات تفتيش في منازلهم ومكاتبهم. وبين الموقوفين نائبة وزير، بالإضافة إلى شخصيات اعتبارية منهم رئيس مجلس إقليمي في الجنوب. وقالت الشرطة الاسرائيلية: إنه تم احتجاز نحو 30 شخصية كبيرة للتحقيق بشبهة تخصيص موراد لجمعيات وهيئات بشكل غير قانوني، وتحويل أموال لهيئات وجمعيات في مجالس إقليمية، وتبييض أموال عن طريق جمعيات وهمية، وتقديم رشاوى، وتعيين مقربين في مناصب. وقالت شرطة إسرائيل: إنّ الشخصية السياسية الكبيرة المتورطة في القضية فاينا كيرشنباوم نائبة وزير الداخلية وهي من حزب «يسرائيل بيتنا» لها علاقة بوزير السياحة السابق من حزبها ستاس ميسجنيكوف الموقوف هو الآخر بشبهة الفساد. وعلم مراسلنا أنّ رئيس مجلس تمار الإقليمي في منطقة البحر الميت دوف ليطبينوف. وكان التحقيق في هذه القضايا سريًا للغاية حتى أنّ وزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش المسؤول عن الشرطة لم يعلم بها كونه من حزب نائبة الوزير.

مشاركة :