كتبَ رئيس الحسبة وتزكية المجتمع بالسودان، عبد القادر عبد الرحمن أبو قرون ، رسالة خصَ بها "سبق"، عقب أدائه فريضة الحج. وقال "أبو قرون": أنا من داخل مكة المكرمة في "مؤتمر الإسلام الأكبر الحج" الذى أتى إليه الناس من كل فجٍ عميق من أفريقيا وشرق آسيا ومن بلاد فارس وأوروبا ، والبلاد العربية فى هذا الاجتماع الأكبر الذى تسعى إليه الأمة فى هذا الزمان الذى أقبلت فيه الفتن كقطع الليل المظلم ، وتمزق شمل الأمة ، وظهرت بها الطائفية والحزبية ، وتفرقت بهاء الأهواء. وأضاف : في هذا المشهد الذي جمع الله تعالى أهل الإسلام كنت أتمنى من الكُتاب الصحافيين الذين لا ينصفون السعودية ويحملونها ما لم تحتمل بسبب الجهل ، والأحقاد الطائفية أن يكون شهود معنا على ماتقدمه السعودية لحجاج بيت آلله ، وأن الله سبحانه وتعالى قد أكرم هذه الدولة السعودية وشعبها بمزايا وصفات فاقوا بها عامة الشعوب الإسلامية وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ومُنكر لحقائق واقعية. وأردف: اقول لمن سمع ولم يشهد: اسألوا الملايين من الحجاج عن تهيئة المكان والتوجيه إلى التوحيد والإيمان ، ومن سقيا الحاج ، وتقديم الوجبات ، و العلاج ، والمستشفيات ،والخدمات الانسانية ، اسألوهم عن انتشار قوات الدفاع المدني ، وقوات الشرطة ، والأمن ، وعن التعامل الراقى لقوات الشرطة السعودية بالتوجيه والخدمة والمساعدة والرش بالماء لتبريد الجو على الحجاج ، لم أر شرطة تُقدم التعامل بالشرعية والانسانية على العسكرية كمثل الشرطة السعودية. وتابع: ولو سألت هذه الجموع لقالوا لا بديل لـ"لسعودية" فى رعاية المقدسات الاسلامية وهذا ردٌ على من وصف خطبة يوم عرفة بأنها تتحدث عن التوحيد مع أهل التوحيد ولم تهتم بهموم الامة الاسلامية ، وعلى الصحفي الآخر الذي وصف المملكة أنها تتصرف فى ميراث الامة الاسلامية بطريقة أحادية من خلال كلامه وكأنهُ يشير إلى المقترح الشيعى الايرانى لإدارة الحرمين الشريفين من دول مشتركة نوع من المخادعة للأمة الإسلامية. وقال "أبو قرون": نقول للأول إن الله تعالى حينما بينَ لإبراهيم مكان البيت شرطَ عليه ألا يشرك به شئيًا وقد أهلَ رسول الله صلى آلله عليه وسلم بالتوحيد ، ولكن يا أخى أنت لم تعرف التوحيد الذي هو أصل دعوة الأنبياء والشرك والوثنية المتمثلة فى قداسة البشر وعبادة الانبياء والأولياء ، فقد كان آخر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : لعن اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، وكثير من الآيات فى سورة العنكبوت ، والرعد ، والزمر تتحدث عن اتخاذ الأولياء من أجل التقرب إلى الله زُلفى ، وهذا هو أصل شرك الجاهلية الاولى والذى وقع فيه كثير من منسوبى الامة جهلاً أو تعنتًا ومخالفة للحق كما تفعل الشيعة الرافضة الامامية ولا ينكر ذلك إلا أهل الأهواء ومتعصبي الطائفية ، فقد نصح الامام لاخوانه من المسلمين وحذرهم مما حذر الله تعالى منه الانبياء والمرسلين ، وأما اهتمام السعودية بقضايا الامة الاسلامية لا تنحصر فى خطبة الامام واليك البيان بالعمل فى واقع مجتمعاتنا الاسلامية. وأضاف: انت وغيرك تعلم أن معظم منظمات العمل الخيرى دعمها من السعودية ، والمساجد المنتشرة فى العالم بدعمٍ من السعودية ، والمصاحف والكتب الاسلامية والعلماء والدعوة من السعودية فماذا تفعل بعد هذا لمن اصيب بالعمى من متعصبى الطائفية. وأردف: أما من ينادي بالمشاركة في إدارة الحرمين الشريفين فنقول له: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وكان أولى بك أن تدعو الدول الإسلامية بالوقوف خلف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وولى عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز باعتبارها قائدةً للامة الاسلامية، وأن الله فضلها عليهم وزادها بسطةً فى العلم ،والإنفاق ، والرزق ، وجعلها حاميةً للحرمين الشريفين ، ومهبط الوحي ، وقبلة المسلمين فهل تسعون للبديل. وتابع: هل تريدون أن تكون إدارة الحرمين الشريفين عند الرافضة الذين مزقوا أستار الكعبة وخلعوا الحجر الاسود ، وذبحوا الحجاج ، ورموا بهم فى بئر زمزم فى عهدالقرامطة، ولو حدث ذلك فقد أرديت الأمة إلى مهاوي الجاهلية ، وهذا العدو الرافضي لا تقوم ديانته إلا على رُكام الامة الاسلامية. وقال "أبو قرون": هل تتصورون أن تكون هنالك إدارة أفضل من هذه الإدارة السعودية من تلك الدول الاسلامية ، لا أظن أن هناك من يدعي ذلك الفضل والكل معترف بالفضل للمملكة العربية السعودية ولكنه الجحود ونكران الحق، وبخس الناس اشيائهم من بعض متعصبي الطائفية ومهووسي السلطات السياسية. وأضاف: لقد قامت الدولة العثمانية بضرب الدعوة بالدرعية وقتلوا الآلاف من الموحدين ، وأخذوا عالمهم الشيخ محمد بن إبراهيم وأعدموه بمصر بعد أن عزفوا عليه الآلات الموسيقية ، فأين هنا الحقوق الإسلامية والإنسانية وهنالك مآس كثيرة ، وفتن ، وخلافات ، وخصومات بالامة الإسلامية. وأردف: لا بد للأمة من الرجوع للإنصاف وترك التعنت والإجحاف وإثبات الفضل لاهله إن أرادت النجاة ، وألا نحسد أحدا على ما آتاه الله من فضله ، ويجب أن تسعى الأمة فى التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان ، وتحذر من أعداء الداخل أكثر من أعداء الخارج ، وذلك فى سبيل الوحدة الإسلامية ومواجهة التحديات الداخلية والعالمية.
مشاركة :