نيوجيرسي: حذّرت دراسة أمريكية حديثة من أنَّ تلوث الهواء قد يؤثّر بشكل مباشر على الكليتين، ويزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.وبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة ميشيغان الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (PLOS ONE) العلمية، فإن هناك علاقة بين زيادة التعرض للجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، وارتفاع معدلات الإصابة بمرض الكلى المزمن؛ إذ يحتوي الهواء الملوث يحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم وكلها معروفة بأنها تؤثر سلبًا على الكلى.وكشف فريق البحث أنَّ الهواء الملوَّث يزيد مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بنسبة 19% بين الرجال، و13% بين النساء.وقالت الدكتورة جينيفر براغ - جريشام، قائد فريق البحث: "على غرار التدخين، يحتوي الهواء الملوَّث على سموم مؤذية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الكليتين".وأضافت: "هناك كمية كبيرة من الدم تتدفق عبر الكلى على مدار الساعة، ويؤثر تلوث الهواء على انتظام الدورة الدموية، لذلك فإنَّ الكلى أول من يشعر بتلك التأثيرات".وأوضحت براغ: "لا يزال من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي التعرض لتلوث الهواء، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية قائمة أو يعيشون في مدن ذات كثافة سكانية عالية أو ملوثة".واختتمت حديثها قائلة: "في المناطق الملوثة بشدة، ضع في اعتبارك ارتداء الأقنعة التي تغطّي الأنف والفم، والحد من ساعات العمل في الخارج، والحد من ساعات العمل الطويلة بجانب حركة المرور الكثيفة أيضًا".وتنبعث الجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا في الغالب من مصادر صناعية، بالإضافة إلى عوادم السيارات، والطهي بالخشب والتدخين، ويمكن استنشاقها فتستقر في الرئة.وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن أعداد المصابين بمرض الكلى المزمن ارتفعت على الصعيد العالمي؛ إذ يقدرون بنحو 500 مليون مريض، كثير منهم وصلوا إلى مرحلة الفشل، التي تتطلب إجراء عملية غسيل كلوي بشكل مستمر أو الخضوع لعملية زرع الكلى.وبحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016، فإنَّ تلوث الهواء يتسبَّب في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعله رابع أكبر عامل خطر دوليًا، واﻷكبر في الدول الفقيرة؛ حيث يتسبب في 93% من الوفيات أو اﻷمراض غير المميتة.
مشاركة :