أكد المشاركون فى مؤتمر "مفهوم الرَّحمة والسَّعة فـي الإسلام"، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في منى بمكة المكرمة، ضرورة تطوير آليات ووسائل الخطاب الديني، مع المحافظة على ثوابت الهوية، بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال، ويتلاءم مع راسخ الإسلام، ويعالـج مشكلات المجتمعات المعاصرة. جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر، والذى اختتم أعماله بمشاركة 500 عالم ومفكر مَثّلوا علماء الأمة الإسلامية من ٧٦ دولة حول العالم.ودعا المؤتمر، لإقرار مادة القيم الإسلامية والمشتركات الإنسانية كمتطلب أكاديمي لجميع التخصصات في الجامعات العربية والإسلامية؛ مشددًا على ضرورة تشـجيع البحوث والدراسات الـتي تؤصل لمبدأ الرَّحمة والسَّعة فـي الإسلام وتبـرز أهميته، وتسعى للتعريف به ونشره؛ وموضحًا أن الرَّحمة والسَّعة هما الميزتان الأكثر تأثيرًا في الأحكام الإسلامية، وبها أصبحت منظومته الأخلاقية مختلفة تمامًا عن المنظومة النفعية.وذكَّر أن الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدة ومرونته الـمشروعة، يـنسجم زمانًا ومكانًا ويـتعايش ويـتعاون مع الجميع بشهادةِ واقعاتِ التاريخِ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين؛ موصيًا بإبراز جوانب الرَّحمة والسَّعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيّق على الناس في دينهم ومعاشهم، وكل من فَتَنَ بعضهم ببعضٍ بفاسدِ أفكارهِ ومُتطرفِ أقوالهِ وأفعالهِ، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية.وشدّد على ضرورة بيان أن بعضَ مظاهرِ الانفلات والفوضى المنتجة للقسوة والتشدد الـتي تعتـري بعض بلدان الأمة المسلمة في الوقت الحاضر، لا تُعبِّـرُ عن تراثها الأصيل وتاريخها الحضاري الـممتد.وناشد البيان، وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، أن ينتجوا ويبثوا برامج نوعية تهدف لتعزيز قيمة الرَّحمة في الإسلام وإبرازها ودعوة العلماء والمتخصصين إلى إنتاج مواد إعلامية عن قيم الرَّحمة والسَّعة في الإسلام لتعزيز حضورها التطبيقي في متلازمة سلوكية.كان المؤتمر الذي افتتحه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، انطلقت فعالياته بكلمة مفتي عام المملكة السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
مشاركة :