من تواضع لله رفعه

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أدام الله علينا أحوالنا، على الرغم من منغصاتها الكثيرة، وما يروح عنا هم المنغصات ومضات مضيئة نراها بين الفينة والأخرى، لنحمد الله على نعمته أننا خلقنا على هذه الأرض وننتمي اليها… من أفضال الله علينا في الكويت الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة، خصوصاً القياديين فيها وذوي المناصب الرفيعة.. فصاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه أعطي وبحق لقب «أمير الإنسانية» و«أمير السلام» ومن جهات دولية ذات مصداقية.. وكذلك ولي عهده الأمين وهو موضوع حديثي في هذه العجالة.. فقد قصدت عزاء فقيد إحدى العوائل الكويتية الكريمة، فوجدت أنه سبقني للتعزية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله، فقدمت له التحية، فرد بأحسن منها.. جلسنا مع المعزين كالعادة لدقائق، ثم تركت العزاء بعد قيام سمو ولي العهد بالمغادرة، فكنت خلفه بالخروج من الديوانية.. والشيخ نواف يقف على بابها منتظراً لتأتي سيارة متواضعة، يفتح سائقها الباب الأمامي لولي العهد، والمفاجأة أنه لم تكن هناك أي سيارة حرس أو سيارة مرافقة أو سيارة بصافرات أو ما أشبه! فذهلت وأعجبت بالوقت نفسه.. فالرجل الثاني في نظام الحكم للدولة برمتها يركب سيارة متواضعة مع السائق فقط ولا يتبعهم أحد؟! .. فهذا المنظر لا نراه لا بالدول المجاورة ولا الشقيقة ولا الصديقة؟! رأينا على سبيل المثال لا الحصر في جمهورية العراق الجارة سياسيين من دون منصب أو ألقاب يسيرون في مواكب تجاوز الـ15 سيارة من الحجم الكبير مع الصافرات والمنبهات بالابتعاد عن الموكب المهيب أو الرهيب لا فرق! تذكرت الحي الذي تقع فيه شقتي في إحدى ضواحي بيروت الجبلية، عندما تم تعيين أحد ساكنيه وزيراً، انقلب الشارع رأساً على عقب، وكنا نمشي وننصدم لمرأى عشرات من رجال الأمن بملابس مدنية وعسكرية وسيارات، ومخارج ومداخل استحدثت في المنطقة المحيطة بالعمارة التي تقع فيها شقة معاليه! فيا أهل الكويت.. نحن والحمد لله في نعمة… لأن حكامنا من المؤمنين بأن «من تواضع لله رفعه»، ونتمنى من الله الرفعة لحكامنا ولبلدنا الغالي وكل أبنائه المخلصين… ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com

مشاركة :