وقوعنا في معادلة معقّدة

  • 8/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نحن نقع في معادلة «لوغارتمية» معقّدة، لدينا سبعة عشر ألفاً وثماني مئة وثمانية عشر كيلو مترا مربعا من المساحة، ومليون وثلاثمئة من البشر مواطنين، إذا ما افترضنا أن ربعهم يا «تزوير يا بالتجنس»، وحتى لا نلقي بالتهم جزافا نذكركم بمداخلة صفاء الهاشم في المجلس منذ سنوات حين انتقدت وزير الداخلية وكشفت تزوير أكثر من اثنين وستين ألف جنسية لأشخاص يعيشون بيننا، تم سجن الأشخاص السبعة الذين زوّروا جناسيهم، وانتهت القصة عند هذا الحد، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح، من غير أن نعلم مصير من تسلموا الجناسي الذين بالتأكيد تناسلوا فتضاعفوا مع الزمن! لك أن تتخيّل أننا احد طرفي معادلة بمقوماتنا الهشّة، في بلد ثلاثة أرباعه من الوافدين، ليخدمنا ثلاثة أضعافنا منهم، بالقضاء والمستشفيات والمدارس وعمالة القطاعين الخاص والعام بجميع انواعهما في الخدمات الاساسية والمساندة، العمالة المتدنية منها والماهرة بالنفط والانشاءات.. عمالة وموظفو الخدمات العامة بالوزارات والشركات والبنوك والموظفون المطلعون على البيانات السرية والعادية في جميع الوزارات والسيادية منها والمستشارون وغير المستشارين كلهم من الوافدين، فأنت تقع منذ ولادتك بيد وافد حتى يؤخذ الله امانتك، فيحفر الوافد قبرك، ويهيل عليه التراب. لك أن تتخيّل أننا بهذه المقومات في كفة، وأفراد جيشك لا يتجاوزون ستة عشر ألف جندي، وكم «طيارة» ودبابة، في آخر احصائية منشورة وفق بحثنا، في حين تقع في الكفة الاخرى مساحات فيها تعداد هائل من البشر والماء والزرع والثروة الحيوانية وديموغرافيات لديها جيوش ضخمة وملاصقة لنا، بأطماعها التاريخية وأحقادها المتأجّجة واختلافاتها العرقية والمذهبية والحضارية. نقع في كفة بمنظومة ادارية ومهنية واجتماعية مترهلة، لم نستفد من أي تجربة وأشدها الغزو، باقتصاد ريعي جعلنا كما لو نعيش في حظائر ممتلئة بأكل وشرب وخدمات مستوردة، ثم خذ مثالا للقياس، وهي اوروبا التي تمر فيها اليوم الذكرى الرابعة والسبعون لدخول شارل ديغول فرنسا إيذانا بإسدال الستار على الحرب العالمية الثانية، فاستفادت من تجربتها وعادت أوروبا دستورية جديدة «السيادة فيها للامة والحكم للقانون». إن هذه العبارة الجميلة لها ذكرى في تاريخنا القريب، العبارة كانت حلما لرجال رحلوا، ربما لم يبق منهم سوى د. أحمد الخطيب، قادهم رجل وضع قواعد صلبة تحت هذه الارض، فجاء بعدهم العديد ممن غمروها بالرمال ومستنقعات من الفساد، وهي الذكرى السابعة والخمسون لإصدار الأمير الراحل عبدالله السالم مرسوما بإجراء انتخابات المجلس التأسيسي لإقامة نظام حكم دستوري ديموقراطي، السيادة فيه للامة، من خلاله حلم عبدالله السالم ورفاقه بدولة، فخذلناهم نحن بسلّة الشاعر أحمد مطر، التي أحضرها، وقال: ضع فيها صحفا منحلة، ضع مذياعا، ضع بوقا، ضع طبلة، ضع شمعا أحمر، ضع حبلا، ضع سكينا ضع قفلا.. وتذكر قفله، واخلط هذا كله. وتأكد من غلق السلة.. * * * إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. بدر خالد البحر bdralbhr@yahoo.com

مشاركة :