قابلت عائلة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، قرار الكونغرس الأميركي منح اسمه ميدالية ذهبية، باحتفاء واضح، وعدته «فخراً»، خاصة بعد أن جاء مواكباً لأجواء ذكرى ميلاده المئوية، وكذلك ذكرى مرور أربعين عاماً على توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل التي أعقبها باتفاقية السلام مع تل أبيب.وكان مجلس الشيوخ الأميركي (الكونغرس) وافق بالإجماع، قبل يومين، على قانون يتم بموجبه منح السادات «الميدالية الذهبية تقديرا لإنجازاته التاريخية ومساهماته الشجاعة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط».جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل، أعربت عن سعادتها الكبيرة بالقرار الذي يأتي بعد 36 عاما على اغتيال زوجها، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «السادات استطاع أن يحقق السلام بالمنطقة ومنحه ميدالية الكونغرس الذهبية هو فخر لكل مصري وعربي»، ومضيفة أن «السادات جنّب مصر والمنطقة كثيرا من الحروب بتوقعيه معاهدة السلام مع إسرائيل، وحمى شباب مصر، وهو يستحق التكريم».وقرار منح الميدالية الذهبية للسادات عبارة عن 5 أقسام، تحدد عنوان القرار وتفاصيله، وأوضح القرار تاريخ السادات منذ ولادته وحتى اغتياله ونتائج معاهدة السلام في 24 نقطة، وقال في البند الـ19 إن «معاهدة السلام أغضبت معارضي إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، حيث اغتيل السادات في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981».وأكدت جيهان السادات أن «الرئيس المصري الراحل كان لديه بعد نظر، وكان رجل سياسة مخضرما، وأدرك حجم المخاطر التي سيتعرض لها بتوقيعه على معاهدة السلام، لكنه كان يريد مصلحة مصر التي يعشقها، وكان يعلم أن الثمن سيكون حياته، التي هانت من أجل حياة مصر وشبابها».ومن جهتها، قالت سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السادات أنقذ المصريين، ولولاه لعشنا في حروب مستمرة، وهو يستحق كل التكريم على مساهماته الشجاعة لتحقيق السلام والرخاء الاقتصادي لمصر».ويأتي القرار في ذكرى مرور 100 عام على ميلاد الرئيس الراحل، و40 عاما على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في منتجع كامب ديفيد، ليجعل السادات أول رئيس مصري يحصل على مثل هذا التكريم، ووفقا للمادة 24 من القرار فإن «اتفاقية كامب ديفيد 17 سبتمبر (أيلول) 1978، ومعاهدة السلام مارس (آذار) 1979)، تواصلان خدمة المصالح الأميركية عن طريق حفظ السلام في المنطقة، واعتبارها أساسا للشراكة والحوار في منطقة تعاني من الصراع والانقسام». وحصل السادات على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن لتوقيعهما معاهدة السلام.
مشاركة :